نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 2 صفحه : 90
سميع ، ولا بصير.
وقول من قال من المعتزلة : إنّ لا علم لله ولا قدرة له ، معناه : إنّه ليس بعالم
ولا قادر. والتفاوت في الصراحة والكناية ، فنفي المبادئ حقيقة ، يلازم نفي صفاته
الثبوتية التي أجمع المسلمون على توصيفه سبحانه بها.
وأمّا الثانية ، فردّ عليها بقوله : كيف
يمكن أن يقال : إنّ علم الله هو الله. وإلاّ يلزم أن يصحّ أن نقول : يا علم الله
اغفر لي وارحمني. [١]
يلاحظ عليه :
أوّلاً
: أنّ القول بزيادة الصفات ليس من مبتكرات الأشعري ، بل تبع هو في ذلك« الكلابية »
والتفاوت بينهما بالكناية والتصريح ، قال القاضي عبد الجبار:
عند الكلابية أنّه تعالى يستحقّ هذه
الصفات لمعان أزلية ، وأراد بالأزلي : القديم ، إلاّ أنّه لما رأى المسلمين متفقين
على أنّه لا قديم مع الله تعالى ، لم يتجاسر على إطلاق القول بذلك. ثمّ نبغ
الأشعري ، وأطلق القول بأنّه تعالى يستحقّ هذه الصفات لمعان قديمة. [٢]
ثانياً : ما ناقش به النظرية الأُولى
غير كاف فيما ادّعا هـ أعني : رجوع قولهم إلى نفي كونه سبحانه عالماً ـ لأنّ نفي
المبادئ ـ أعني : العلم والقدرة ـ إنّما يستلزم نفي كونه عالماً وقادراً إذا لم
تقم الذات مقام الصفات في الأثر والغاية. فلقائل أن يقول : إنّ ما يطلب من العلم
والقدرة من إتقان الفعل والقدرة عليه ، فالذات بنفسها كافية في تأمين الغاية
المطلوبة منها. فإنّ ذاته سبحانه من الكمال على حد ، تقوم بنفسها لتأمين كلّ ما
يطلب من الصفات ، فلا حاجة إليها.
وأضعف منه ما ناقش به النظرية الثانية
من أنّ القول بتوحيد صفاته مع ذاته يستلزم جواز أن نقول : يا علم الله اغفر لي ،
وذلك لأنّ القائل بالوحدة