نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 2 صفحه : 53
عليه شيء من ذلك ،
وأنّ من جاز عليه الأُفول والانتقال من مكان إلى مكان فليس بإله.
وأمّا الكلام في أُصول التوحيد فمأخوذ
أيضاً من الكتاب ، قال الله تعالى : (لَوْ كانَ فِيهِما
آلِهَةٌ إِلاَّ الله لَفَسَدَتا)[١]
، وهذا الكلام موجز منبه على الحجة بأنّه واحد لا شريك له ، وكلام المتكلّمين في
الحجاج في التوحيد بالتمانع والتغالب فإنّما مرجعه إلى هذه الآية ، وقوله عزّوجلّ
: (مَا اتَّخَذَ اللّهُ مِنْ وَلَد وَما كانَ
مَعَهُ مِنْ إِله إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِله بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعَضُهُمْ عَلى
بَعْض)[٢] إلى قوله عزّوجلّ : (أَمْ
جَعَلُوا للّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ)[٣].
وكلام المتكلّمين في الحجاج في توحيد
الله إنّما مرجعه إلى هذه الآيات التي ذكرناها ، وكذلك سائر الكلام في تفصيل فروع
التوحيد والعدل إنّما هو مأخوذ من القرآن ، فكذلك الكلام في جواز البعث واستحالته
الذي قد اختلف عقلاء العرب ومن قبلهم من غيرهم فيه حتى تعجبوا من جواز ذلك فقالوا
: (أَ إِذا مِتْنا وَكُنّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ
بَعيدٌ)[٤] وقولهم : (هَيْهاتَ هَيْهاتَ
لِما تُوعَدُونَ)[٥]
، وقولهم : (مَنْ يُحيي العِظامَ وَهِيَ رَميمٌ)[٦]
وقوله تعالى : (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ
تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ)[٧]
، وفي نحو هذاالكلام منهم إنّما وردبالحجاج في جواز البعث بعد الموت في القرآن
تأكيداً لجواز ذلك في العقول ، وعلم نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم
، ولقّنه الحجاج عليهم في إنكارهم البعث من وجهين على طائفتين : منه طائفة أقرّت
بالخلق الأوّل وأنكرت الثاني ، وطائفة جحدت ذلك بقدم العالم فاحتج على المقِر منها
بالخلق