نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 2 صفحه : 348
الرئيس ، يقول
المحقّق الطوسي في شرحه للإشارات : وقد شرحه فيمن شرحه الفاضل العلاّمة فخر الدين
ملك المناظرين محمد بن عمر بن الحسين الخطيب الرازي ـ جزاه الله خيراً ـ فجهد في
تفسير ما خفي منه بأوضح تفسير ، واجتهد في تعبير ما التبس فيه بأحسن تعبير ، وسلك
في تتبع ما قصد نحوه طريقة الاقتفاء ، وبلغ في التفتيش عمّاا أودع فيه أقصى مدارج
الاستقصاء ، إلاّ أنّه قد بالغ في الرد على صاحبه أثناء المقال ، وجاوز في نقض
قواعده حدّ الاعتدال ، فهو بتلك المساعي لم يزده إلاّ قدحاً ، ولذلك سمّى بعض
الظرفاء شرحه جرحاً ، ومن شرط الشارحين أن يبذلوا النصرة لما قد التزموا شرحه بقدر
الاستطاعة ، وأن يذبّوا عمّا قد تكفلوا إيضاحه ، بما يذب به صاحب تلك الصناعة ،
ليكونوا شارحين غير ناقضين ، ومفسرين غير معترضين.
اللّهمّ إلاّ إذا عثروا على شيء لا يمكن
حمله على وجه صحيح ، فحينئذ ينبغي أن ينبهوا عليه بتعريض أو تصريح ، متمسكين بذيل
العدل والإنصاف ، متجنبين عن البغي والاعتساف ، فإنّ إلى الله الرجعى ، وهو أحقّ
بأن يخشى. [١]
إلى غير ذلك من الآثار الفكرية
العقيدية.
تصلّبه في المنهج الأشعري
إنّ الرازي في تفسيره وأكثر كتبه متصلّب
في المنهج الأشعري ، ويكفي في ذلك ما ذكره في تفسير قوله سبحانه : الرَّحمنُ عَلى
العَرْشِ اسْتَوى عند الإجابة على
كلام صاحب الكشاف. ينقل عن صاحب الكشاف قوله : « لما كان الاستواء على العرش وهو
سرير الملك لا يحصل إلاّ مع الملك ، جعلوه كناية عن الملك ، فقالوا استوى فلان على
البلد يريدون « ملك » وان لم يقعد على السرير البتة ، وإنّما عبروا عن حصول الملك
بذلك لأنّه أصرح وأقوى في الدلالة من أن يقال فلان ملك.
ونحوه قولك : « يد فلان مبسوطة » و « يد
فلان مغلولة » بمعنى أنّه جواد