نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 2 صفحه : 278
ولأجل إيقاف القارئ على نماذج من تفكير
الأشعري في هذا الباب ننقل بعض عباراته من كتابه « اللمع » :
يقول : فإن قال قائل : هل لله تعالى أن
يؤلم الأطفال في الآخرة؟
قيل له : لله تعالى ذلك ، وهو عادل إن
فعله ـ إلى أن قال ـ : ولا يقبح منه أن يعذب المؤمنين ويدخل الكافرين الجنان.
وإنّما نقول إنّه لا يفعل ذلك ، لأنّه أخبرنا أنّه يعاقب الكافرين ، وهو لا يجوز
عليه الكذب في خبره. [١]
دليل الأشعري على نفي التحسين والتقبيح العقليين
١ ـ هو المالك القاهر
استدلّ الأشعري على مقالته ، بقوله :
والدليل على أنّ كلّ ما فعله ، فله فعله ، أنّه المالك ، القاهر ، الذي ليس بمملوك
، ولا فوقه مبيح ، ولا آمر ولا زاجر ، ولا حاظر ولا من رسم له الرسوم ، وحد له
الحدود.
فإذا كان هذا هكذا ، لم يقبح منه شيء ،
إذ كان الشيء إنّما يقبح منّا ، لأنّا تجاوزنا ما حُدَّ ورسم لنا وأتينا ما لم
نملك إتيانه. فلمّا لم يكن البارئ[مملوكاً ]ولا تحت أمر ، لم يقبح منه شيء. فإن قال
: فإنّما يقبح الكذب لأنّه قبّحه ، قيل له : أجل ، ولوحسّنه لكان حسناً ، ولو أمر
به لم يكن عليه اعتراض. فإن قالوا : فجوّزوا عليه أن يكذب ، كما جوّزتم أن يأمر
بالكذب. قيل لهم : ليس كلّ ما جاز أن يأمر به ، جاز أن يوصف به. [٢]
يلاحظ عليه : أمّا أوّلاً : فإنّنا نسأل
الشيخ الأشعري إنّه سبحانه إذا آلم طفله في الآخرة وعذّبه بألوان التعذيب ، ورأى
ذلك بأمّ عينه في الآخرة ، هل يرى ذلك عين العدل ، ونفس الحسن ، أو أنّه يجد ذلك
الفعل ، من وجدانه ، أمراً منكراً؟ ومثله ما لو فعل بالأشعري نفس ما فعل بطفله ،
مع