نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 2 صفحه : 158
وغيرهما ، بعد ما لم
يكن الأشعري ومن قبله أو بعده معترفين بأي تأثير لها في فعله.
ولم يكن التطوير خاصاً به ، بل يشاركه
فيه بنحو آخر ابن الهمام صاحب المسايرة ، حيث قام بتخصيص القاعدة بخروج العزم عنها
، وأنّه مخلوق لقدرة العبد وليس مخلوقاً لله سبحانه.
ولا يقصر عنه في التطوير ، نظرية ابن
الخطيب ، حيث اعترف بشأنية قدرة العبد وقابليته للتأثير لولا قدرة الله سبحانه
العليا ، فلأجل ذلك صارت مغلوبة لقدرته.
أمّا المرحلة الثالثة ـ أعني : مرحلة
الإنكار والإبطال ـ فقد عرفتها من الفحل المقدام إمام الحرمين في القرن الخامس ،
والمصلح المصري الشيخ محمد عبده ، والزرقاني ، والشيخ شلتوت ، ولعلّ هنا من جهر
بالحقّ وأصحر به ولم نقف عليه.
القرآن وخلق الأفعال
استدلّ الشيخ الأشعري على ما يتبنّاه من
كون أفعال العباد مخلوقة لله سبحانه بالأدلّة العقلية تارة ، والنقلية أُخرى.
أمّا الأُولى فقد مضت مع ما علّقنا
عليها من الملاحظات ، وأمّا الثانية فقد استدلّ عليها في كتاب « الإبانة » بآيتين
: