نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 2 صفحه : 139
حصيلة البحث
هذه هي النظريات المطروحة حول قدرة
العبد على الكسب ، وقدعرفت أنّ في الجميع إبهاماً وإجمالاً ، ولا تسمن ولا تغني من
جوع ، ولا تحل بها عقدة الجبر. وقد بلغت نظرية الكسب من الإبهام إلى حدّ عدّت من
إحدى المبهمات الثلاثة التي لم يقف أحد على حقيقتها. وفي ذلك يقول الشاعر :
فعد الشاعر نظرية الكسب في إحاطة
الإبهام بها في عداد نظرية « الحال » عند المعتزلة و« الطفرة » عند النظام. وهذا
دليل على قصور النظرية وعدم كفايتها لحلّ العقدة ، وهناك كلام متين للقاضي عبد
الجبار نأتي بنصه :
قال : إنّ فساد المذهب يعلم بأحد طرفين
:
أحدهما
: بأن يتبيّن فساده بالدلالة.
والثاني
: بأن يتبيّن أنّه غير معقول في نفسه ، وإذا تبيّن أنّه غير معقول في نفسه كفيت
نفسك مؤونة الكلام عليه ، لأنّ الكلام على ما لا يعقل لا يمكن... والذي يبيّن لك
صحّة ما نقوله أنّه لو كان معقولاً لكان يجب أن يعقله مخالف المجبرة في ذلك ، من
الزيدية والمعتزلة والخوارج والإمامية. فإنّ دواعيهم متوفرة ، وحرصهم شديد في
البحث عن هذا المعنى ، فلمّ في واحد من هذه الطوائف ، على اختلاف مذاهبهم ، وتنائي
ديارهم ، وتباعد أوطانهم ، وطول مجادلتهم في هذه المسألة ، من ادّعى أنّه عقل هذا
المعنى أو ظنه أو توهّمه ، دلّ على أنّ ذلك ممّا لا يمكن اعتقاده والإخبار عنه
ألبتة.
وممّا يدلّ على أنّ الكسب غير معقول ،
هو أنّه لو كان معقولاً لوجب ـ كما عقله أهل اللغة وعبروا عن هـ أن يعقله غيرهم من
أهل اللغات ، وأن يضعوا له عبارة تنبئ عن معناه. فلمّا لم شيء من اللغات ما يفيده
هذه الفائدة ،