نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 2 صفحه : 126
النجار وحفص الفرد
أيضاً. [١]
وأخذ عنهم الأشعري على الرغم من ادّعائه أنّه يخالف المجبره ولا يوافقهم. غير أنّ
الذي يجب التركيز عليه أمران :
الأوّل
: ما هو الداعي لإضافة الكسب إلى أفعال العباد؟
الثاني
: ما هو المقصود من كون الإنسان كاسباً والله سبحانه خالقاً؟
أمّا الأوّل : فلأنّ الأشعري من أهل
التنزيه ، وهو يناضل أهل التشبيه والتجسيم كما يخالف المجبرة. ولمّا كان القول
بأنّ أفعال العباد مخلوقة لله سبحانه لا غير ، مستلزماً لوقوع الشيخ الأشعري ومن
لفّ لفّه في مشكلة عويصة ـ إذ لقائل أن يقول : إذا كان الخالق هو الله سبحانه
فلابدّ أن يكون هو المسؤول لا غير ، وحينئذ يبطل الأمر والنهي والوعد والوعيد ،
وكلّ ما جاءت به الشرائع السماوية ـ لجأ الأشعري وأضرابه لأجل الخروج عن ذلك
المضيق إلى نظرية « ضرار » معتقدين بأنّهم يقدرون بها على حل العقدة ، وقالوا :
إنّ الله سبحانه هو الخالق ، والإنسان هو الكاسب ، فلو كان هناك مسؤولية متوجّهة
إلى الإنسان فهي لأجل كسبه وقيامه بهذا العمل.
هذا هو الحافز والداعي لتبنّي نظرية
الكسب لا غير.
وأمّا الثاني : ـ أعني : ما هي حقيقة
تلك النظرية ـ فقد اختلفت كلمات الأشاعرة في توضيح تلك النظرية اختلافاً عجيباً ،
فنحن ننقل ما ذكروه باختصار :
١ ـ نظرية الكسب والشيخ الأشعري
قبل أن نقوم بنقل ما ذكره تلاميذه نأتي
بنص عبارة الشيخ في « اللمع » ، يقول عند إبداء الفرق بين الحركة الاضطرارية
والحركة الاكتسابية : لماّ كانت القدرة موجودة في الحركة الثانية وجب أن يكون
كسباً ، لأنّ حقيقة الكسب هي أنّ الشيء وقع من المكتسب له بقوة محدثة. [٢]
[١] كشف المراد :
١٨٩ الفصل الثالث من الإلهيات ، ط لبنان.