responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 45

أصحابه في متعة الحج. قال الإمام القرطبي : « لا خلاف بين العلماء أنّ التمتع المراد بقوله تعالى : ( فَإِذا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَة إِلَى الحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدي ) [١] هو الاعتمار في أشهر الحجّ قبل الحجّ ، قلت : وهو فرض من نأى عن مكة بثمانية وأربعين ميلاً من كلّ جانب على الأصح ، وإنّما أضيف الحجّ بهذه الكيفية إلى التمتع أو قيل عنه : التمتع بالحج ، لما فيه من المتعة ، أي اللذة بإباحة محظورات الإحرام في المدة المتخلّلة بين الإحرامين ، وهذا ما كرهه عمر وبعض أتباعه فقال قائلهم : أننطلق وذكورنا تقطر؟!

وفي « مجمع البيان » أنّ رجلاً قال : أنخرج حجاجاً ورؤوسنا تقطر؟ وأنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال له : « إنّك لن تؤمن بها أبداً ». [٢]

ولأجل هذه المكافحة التي نجمت في حياة النبي خطب عمر بن الخطاب في خلافته وقال : متعتان كانتا على عهد رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما. [٣]

وهذه الأُمور تسهل لنا التصديق بما رواه البخاري في إسناد عن عبيد اللّه بن عبد اللّه ، عن ابن عباس قال : « لما اشتد بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وجعه قال : ايتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده ». قال عمر : إنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله غلبه الوجع ، وعندنا كتاب اللّه حسبنا ، فاختلفوا وكثر اللغط. قال : « قوموا عنّي ، ولا ينبغي عندي التنازع ». فخرج ابن عباس يقول : إنّ الرزية كلّ الرزية ما حال بين رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله وبين كتابه ». [٤]

كما تسهل لنا التصديق بخلافهم في حال حياته عندما أمرهم بقوله : « جهزوا جيش أُسامة لعن اللّه من تخلّف عنه » ، فقال قوم : يجب علينا امتثال


[١] سورة البقرة : الآية ١٩٦.

[٢] النص والاجتهاد : ص١٢٠ ، وقد نقل مصادر كلامه.

[٣] مفاتيح الغيب للرازي : ج ٣ص ٢٠١ في تفسير آية ٢٤من سورة النساء ; شرح التجريد للفاضل القوشجي : ٤٨٤.

[٤] صحيح البخاري : ج ١ص٣٠.

نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست