نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 305
١ ـ الحقّ الذي يراه المتتبع في التاريخ
هو أنّ عقيدة خلافة الخلفاء الثلاث وقداستهم البالغة ، قد أُقحمت في عقائد أهل
السنّة إقحاماً ، وإنّما كان ذلك رد فعل ومحاكاة لعقيدة الشيعة في علي عليهالسلام وأولاده الطاهرين ، ولذا صيغت هذه
العقيدة أوّلاً عند أهل السنّة في قالب الرد والمعارضة لعقيدة الشيعة فقط ، ثمّ
ألحقوا عليّاً عليهالسلام
بهم في عصر متأخر.
وبتفصيل أكثر نقول : إن جعل خلافة الشيخين
من العقائد ، لم يكن في القرن الأوّل. وغاية ما كان يقال فيهما هو أنّ خلافتهما
كانت صحيحة.
هذا فضلاً عن عقيدتهم في خلافة عثمان
وعلي ، بل إنّ عثمان لم يكن بذلك المرضي عند الناس.
ثمّ إنّ المرجئة كانت تشك في عدالة
عثمان وعلي ، بل في إيمانهما. [١]
ونحلة الإرجاء كانت شائعة في عامة الناس آنذاك قبل غلبة أهل الحديث ، بل لقد كان
لهم القدح المعلّى حتى بعد وجود أهل الحديث والسنّة في كثير من البلاد. حتى قال
الأمير نشوان الحميري : وليس كورة من كور الإسلام إلاّ والمرجئة غالبون عليها إلاّ
القليل. [٢]
٢ ـ تقرر الأمر في نحلة أهل الحديث على
قبول خلافة علي عليهالسلام
بعد ما كانوا في الغالب من العثمانية ينكرون خلافة علي ، ويظهر أنّ قبول خلافة علي
عليهالسلام كان على يد
الإمام أحمد بن حنبل ، فقد ذكر ابن أبي يعلى بالإسناد عن وديزة الحمصي قال : دخلت
على أبي عبد اللّه أحمد بن حنبل حين أظهر التربيع بعلي ـ رضي اللّه عنه ـ فقلت له
: يا أبا عبد اللّه إنّ هذا لطعن على طلحة والزبير ، فقال : بئس ما قلت وما نحن
وحرب القوم وذكرها ، فقلت : أصلحك اللّه إنّما ذكرناها حين ربعت بعلي وأوجبت له
الخلافة وما يجب للأئمّة قبله ، فقال لي : وما يمنعني من ذلك ، قال : قلت : حديث
ابن