نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 24
الحافظ « عبد اللّه
بن يوسف بن محمد الزيلقي المصري » ( المتوفّى ٧٦٢ ) بجمع أسانيده ومتونه في كتابه
: « تخريج أحاديث الكشّاف » وقد اهتم فيه بهذا الحديث سنداً ومتناً ، إهتماماً
بالغاً ، لم يسبقه إليه غيره ....
غير أنّ القضاء فيما جمعه من الأسانيد
خارج عن مجال هذه الرسالة ، ولأجل ذلك نبحث فيه على وجه الإجمال ، فنقول :
إنّ هاهنا من لا يعتقد بصحّة الحديث
منهم : ابن حزم ، في كتابه : « الفصل في الأهواء والملل » قال : ذكروا حديثاً عن
رسول اللّه (ص) « أنّ القدرية والمرجئة مجوس هذه الأُمة » وحديث آخر « تفترق هذه
الأُمّة على بضع وسبعين فرقة كلّها في النار حاشا واحدة فهي في الجنة » ( ثم قال :
) هذان حديثان لا يصحان أصلاً من طريق الأسناد ، وما كان هكذا فليس حجّة عند من
يقول بخبر الواحد ، فكيف من لا يقول به. [١]
وهناك من يعتقد بصحّة الاستدلال لأجل
تضافر أسناده ، يقول محمد محيي الدين محقّق كتاب « الفرق بين الفرق » : اعلم أنّ
العلماء يختلفون في صحّة هذا الحديث ، فمنهم من يقول إنّه لا يصحّ من جهة الأسناد
أصلاً ، لأنّه ما من إسناد روي به إلاّ وفيه ضعف ، وكلّ حديث هذا شأنه لا يجوز
الاستدلال به; ومنهم من اكتفى بتعدّد طرقه ، وتعدد الصحابة الذين رووا هذا المعنى
عن رسول اللّه (ص) .... [٢]
وقد قام الحاكم النيشابوري برواية
الحديث عن سند صحيح يرتضيه الشيخان قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سلمة العنزي (
ثنا ) عثمان بن سعيد الدارمي ( ثنا ) عمرو بن عون ووهب بن بقية الواسطيان ( ثنا )
خالد بن عبد اللّه ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول
اللّه صلىاللهعليهوآله : « افترقت
اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة وافترقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين
فرقة ، وتفترق أُمّتي