responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 158

ولا يخفى أنّ السؤال الوارد في الحديث موجه جدّاً ، والجواب عنه غير مقنع ، فما معنى قوله : « سددوا وقاربوا »؟ لأنّه إذا كان الأمر قد فرغ منه فما معنى التسديد والتقارب؟! وما معنى الحث على التوبة والإنابة؟! ولماذا جعل فريقاً في الجنّةوفريقاً في السعير مع كونه رحماناً على الكل ، لا قسيّاً ولا متعنّتاً؟!

٢ ـ روى البخاري ومسلم والترمذي عن علي بن أبي طالب ( رض ) : قال : « كنا في جنازة في بقيع الغرقد ، فأتانا رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس وجعل ينكت بمخصرته ، ثمّ قال : ما منكم من أحد إلاّوقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة. قالوا : يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا؟ فقال : اعملوا فكلّ ميسر لما خلق له. أمّا من كان من أهل السعادة فسيصير لعمل أهل السعادة. وأمّا من كان من أهل الشقاء ، فسيصير لعمل أهل الشقاء ، ثمّ قرأ ( فَأَمّا مَنْ أَعْطى واتَّقى* وَصَدَّقَ بِالحُسْنى* فَسَنُيَسِّرهُ لِلْيُسْرى ) [١]. أخرجه البخاري ومسلم. [٢]

وفي رواية الترمذي قال : كنا في جنازة في بقيع الغرقد ، فأتى رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقعد وقعدنا ومعه مخصرة فجعل ينكت بها ثمّ قال : ما منكم من أحد أو من نفس منفوسة ، إلاّ وقد كتب اللّه مكانها من الجنة والنار ، وإلاّ وقد كتبت شقية أو سعيدة فقال رجل : يا رسول اللّه أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل؟ فمن كان منّا من أهل السعادة ليكونن إلى أهل السعادة ، ومن كان من أهل الشقاوة ليكونن إلى أهل الشقاوة. فقال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بل اعملوا فكلّ ميسر ، فأمّا أهل السعادة ، فييّسّرون لعمل أهل السعادة ، وأمّا أهل الشقاوة ، فييسرون لعمل أهل الشقاوة ، ثمّ قرأ ( فَأَمّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى* وَصَدَّقَ بِالحُسْنى* فَسَنُيَسِّرهُ لِلْيُسرى* وَأَمّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى* وَكَذَّبَ بِالحُسْنى* فَسَنُيَسِّرهُ لِلْعُسرى ) [٣] [٤].


[١] سورة الليل : الآية ٥ ـ ٧.

[٢] جامع الأُصول : ج ١٠ص ٥١٣ ، رقم الحديث ٧٥٥٥.

[٣] سورة الليل : الآية ٥ ـ ١٠.

[٤] جامع الأُصول : ج ١٠ص ٥١٥ ـ ٥١٦ ، رقم الحديث ٧٥٥٧ وذيله.

نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست