نام کتاب : المذاهب والفرق في الإسلام نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 78
هَديُ الكتاب والسنّة في الفعل والإرادة :
ـ عن عليّ عليهالسلام وهو يردّ شبهة علقت في
ذهن أحدهم ، قال : « لعلّك تظنّ قضاءً حتماً
وقَدَراً لازماً ، لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب والأمر والنهي والزجر ،
ولسقط معنى الوعد والوعيد ، ولم يكن علي مسيءٍ لائمة ، ولا لمحسن محمدة..
تلك مقالةُ عَبَدةِ الأوثان وخصماء الرحمن ، وقَدَرية هذه الاُمّة ومجوسها
.. » ! فهو إلى هنا ينقض مقولة
الجبرية ويسمّيهم بالاسم الذي هو أوفق بهم « القَدَرية » لأنّهم الذين أثبتوا القدر اللازم.. ثمّ يُخبر بأنّ هؤلاء هم
المرادون في حديث « القدرية مجوس هذه الاُمّة » وليس خصومهم القائلين بالتفويض !
ثمّ يواصل عليهالسلام كلامه قائلاً :
« إنّ الله عزّوجلّ كلّف تخييراً ، ونهى
تحذيراً ، وأعطى على القليل ، ولم يُعْصَ مكرَهاً ، ولم يخلق السموات
والأرض وما بينهما باطلاً ، ذلك ظنّ الذين كفروا فويلٌ للذين كفروا من
النار »
! [١] وهذا ردّ على الفريقين
: الجبرية والمفوضة معاً.
ـ الإمام جعفر الصادق عليهالسلام
قال : «
إنّ الناس في القَدَر على ثلاثة أوجه : رجل يزعم أن الله عزّوجلّ أجبر
الناس على المعاصي ، فهذا ظَلَمَ الله في حكمه ، فهو كافر.. ورجل يزعم أنّ
الأمر مفوض إليهم ، فهذا قد أوهَنَ الله في سلطانه ، فهو كافر.. ورجل يزعم
أنّ الله كلّف العباد ما يطيقون ولم يكلّفهم ما
[١]نهج البلاغة / تحقيق الدكتور صبحي
الصالح : ٤٨١ / الحكمة ٧٨ ـ منشورات دار الهجرة ، والتوحيد / الصدوق : باب ٦٠ / ح ٢٨ ـ مؤسسة النشر الإسلامي ـ قم.
نام کتاب : المذاهب والفرق في الإسلام نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 78