نام کتاب : المذاهب والفرق في الإسلام نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 40
هكذا كان ! فالصلاح والفساد إنّما يحدّده
معاوية ، وليس لله حكم ولا شريعة ! شأن أيّ حكم استبدادي ليس له أدنى صلة بالدين..
وما زالت مخالفة أهواء الاُمراء تُعدّ خروجاً
على « الجماعة » ودخولاً في الفتنة حتّى لو كان المخالف لهم سبط رسول الله صلىاللهعليهوآله
وريحانته سيد شباب أهل الجنّة ! يقول ابن العربي في تبرير قتل الحسين عليهالسلام : « ما خرج عليه أحد
إلَّا بتأويل ، وما قاتلوه إلَّا بما سمعوه من جدّه المهيمن على الرسل ، المخبر بفساد الحال ، والمحذِّر
من الدخول في الفتن ! وأقواله في ذلك كثيرة ، منها قوله صلىاللهعليهوآله
: «
إنّه ستكون هنات وهنات ، فمن أراد أن يفرّق أمر هذه الاُمّة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان »[١]
! وكأنّ النبي صلىاللهعليهوآله
كان يخاطب الحكّام الذين سيملكون وإن كانوا فراعنة الزمان ، ولم يكن خطابه للمؤمنين الذين أخذ عليهم الميثاق «
لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر ، ولتأخذنّ على يد الظالم ، ولتأطرنَّه على الحقّ أطراً » !!
هكذا قُلب الدين رأساً علي عقب حين جُرِّدت
كلمة « الأمير » من كلّ مقوّماتها وضوابطها الشرعية لتصبح لقباً من نظير «
الفرعون » و « النمرود » و « القيصر » و « كسرى » التي كانت الأمم الاُخرى
تُلقّب بها الحاكمين ! ويصبح ( الَّذِينَ
يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ )[٢]
مفسدين في الأرض ، خارجين على « الجماعة » ساعين في الفتنة !
وبقيت الجماعة رهناً بطاعة « الخليفة » دون
النظر إلى طريقة استخلافه ،