responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظريّة عدالة الصّحابة والمرجعيّة السياسيّة في الإسلام نویسنده : احمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 108

بالإسلام والمسلمين ، فبشر بن أرطأة ومسلم بن عقبة فعلا الأفاعيل التي ضجت منها السماء وأدمت القلوب حتى ولو كانت من صلخد جلمود. فقد قتل في وقعة الحرة كل البدريين ولم يبق بعدها بدري واحد ، وقتل من قريش ومن الأنصار سبعمائة ، ومن سائر الناس من الموالي والعرب عشرة آلاف ، ولا شيء يمنع من قتل الأطفال كما فعل بشر بن أرطأة بطفلي عبيد الله بن عباس. ناهيك عن معارك معاوية مع الإمام علي. ومن الكبر الأعظم الذي تولاه معاوية وشيعته عندما حاولوا إبادة آل محمد إبادة تامة وأساليبه الملتوية بالقتل ، فقد سمّ معاوية الحسن عليه‌السلام ، وسمّ عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ـ كما ورد في ترجمته في الاستيعاب لابن عبد البر ـ وسمّ عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ـ كما ورد في الاستيعاب أيضاً ، وسم مالك بن الاشتر ، ولذلك قال عمرو بن العاص في ذلك ( ان لله جنوداً من عسل ... ) وفرق معاوية الناس وجعلهم شيعاً. فلو حاولت امة محمد ان تتفق لما استطاعت ـ كما يقول العقاد ـ وشوه الحكم الإسلامي. يقول الدكتور أحمد أمين ( فالحق أن الحكم الأموي لم يكون حكماً اسلامياً ... الخ ).

كيف يمكن تبرير هذه الأفعال بغير نظرية عدالة كل الصحابة؟ فطالما أن معاوية وشيعته من الصحابة ، وطالما أن الصحابة كلهم عدول وكلهم في الجنة ، فإن معاوية وشيعته لم يخطئوا ، فلو كانوا على خطأ لما قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( بزعمهم ) ( إن الصحابة كلهم في الجنة ) والنبي صادق مصدق لا ينطق عن الهوى ، وبالتالي فإن معاوية كصحابي مجتهد وهو مأجور ، فان قتل وهو على الحق فله أجران ، وإن قتل وهو على غير حق فله أجر واحد ، فمعاوية على الحق في حربه وسلمه ، في هجومه ودفاعه ، في أخذه وإعطائه ، لماذا؟ لأنه صحابي والصحابي من العدول.

٢ ـ التحصن ضد النقد والسب والشتم والانتقاص

علاوة على أن نظرية عدالة الصحابة تبرر غصب معاوية للسلطة ، وتبرر أفعاله وأفعال شيعته من بني أمية ، فإنها أيضاً تمنحه الحصانة ضد أي نقد ولو كان بناء ، والحصانة ضد السب والشتم والانتقاص من قدره لأنه صحابي ومن العدول ، ومن يتنقص أو يسب أو يشتم أي صحابي عادي ، فكيف برئيس دولة؟ من يفعل ذلك فهو زنديق لا يؤاكل ولا يشارب ولا يصلّى عليه ـ كما يروي الذهبي في ميزانه ـ وليس في

نام کتاب : نظريّة عدالة الصّحابة والمرجعيّة السياسيّة في الإسلام نویسنده : احمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست