نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : آل محسن، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 41
قال الدهلوي [١] : وقد عُلم أيضاً من التواريخ وغيرها
أن أهل البيت ولا سيما الأئمة الأطهار من خيار خلق الله تعالى بعد النبيين ، وأفضل
سائر عباده المخلصين والمقتفين لآثار جدّهم سيد المرسلين [٢].
ويمكن أن نقول : أن اللام في ( الناس )
لاستغراق الصفات ، فيكون المراد بهم الكُمَّل من الناس ، لا سواد الناس الهمج
الرعاع ، الذين ينعقون مع كل ناعق ، أتباع سلاطين الجور وأئمة الضلال ، فإنهم لا
قيمة لهم ، ولا عبرة بخلافهم.
والكُمَّل من الناس اجتمعوا على بيعة
هؤلاء الأئمة خلفاء للأمّة دون غيرهم ، وفيهم بحمد الله كفاية للدلالة على صدق
الحديث.
* * * * *
وبعد كل هذا البيان يتّضح أن الخلفاء
الاثني عشر الذين بشَّر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
بهم أمّته ، ووصفهم بأن الإسلام يكون بهم عزيزاً منيعاً قائماً ، وأمر الناس يكون
بهم صالحاً ماضياً؟ وكلهم تجتمع عليه الأمة ، لا يمكن أن يكونوا هم أولئك الخلفاء
الذين ذكروهم ، وكانت أيامهم مملوءة بالفتن والهرج والاختلاف ، ولياليهم كلها خمر
ومجون ، وانتهاك لحرمات الله ، وعبث بأحكام الله ، وما إلى ذلك مما هو معلوم ، فإن
الأمة لم تجنِ من ولاية هؤلاء خيراً.
[١] قال محب الدين
الخطيب في ترجمته في مقدمة مختصر التحفة الاثني عشرية : كبير علماء الهند في عصره
شاه عبد العزيز الدهلوي ( ١١٥٩ ـ ١٢٣٩ ) أكبر أنجال الإمام الصالح الناصح شاه ولي
الله الدهلوي ، وكان شاه عبد العزيز يعد خليفة أبيه ووارث علمه.
أقول : هو مؤلف كتاب
( التحفة الاثنا عشرية ) ، وهو شديد التحامل على الشيعة والطعن فيهم وفي مذهبهم
على طريقة ابن تيمية وابن حزم ونظائرهما.