وكذلك قال ابن الأثير في أسد الغابة
وابن عبد البر في الاستيعاب وغيرهما [٢].
ثم إن لازم إخراج مروان من عدّة هؤلاء
الخلفاء لتغلّبه إخراج كل خلفاء بني أمية معه ، لأن خلافتهم كانت بالتغلّب والقهر
أيضاً كما هو معلوم.
على أنَّا إذا أخرجنا مروان من العدّة
فلا بد أن ندخل إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك ليتم العدد ، مع أن إبراهيم هذا
تولّى الملك سبعين ليلة ، ثم خلع نفسه ، وسلَّم الأمر إلى مروان بن محمد ، وبايعه
طائعاً [٣].
وقوله : ( وعند خروج الخلافة من بني
أميّة وقعت الفتن العظيمة ... ) إلى آخر ما قاله ، يفسده أن ما وقع من الحوادث
والفتن في زمن هؤلاء الخلفاء من بني أمية أعظم وأشنع من الفتن الواقعة في زمن جملة
من خلفاء بني العباس ، كالمنصور والمهدي والهادي وهارون والمأمون والمعتصم ، وهذا
ظاهر معلوم.
٦ ـ قول ابن حبَّان :
قال ابن حبَّان [٤] : معنى الخبر عندنا : أن مَن بعد
الثلاثين سنة يجوز أن يقال لهم خلفاء أيضاً على سبيل الاضطرار وإن كانوا ملوكاً
على الحقيقة ،
[٤] قال السيوطي في
طبقات الحفاظ ، ص ٣٧٤ : أبن حبان الحافظ العلامة أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن
معاذ ... التميمي البستي صاحب التصانيف ، سمع النسائي والحسن بن سفيان وأبا يعلى
الموصلي ، وولي قضاء سمرقند ، وكان من قفهاء الدين وحفاظ الآثار ، عالماً بالنجوم
والطب وفنون العلم. صنّف المسند الصحيح و ( التاريخ ) و ( الضعفاء ). قال الخطيب :
كان ثقة نبيلاً فهماً. وقال ابن الصلاح : ربما غلط الغلط الفاحش. مات في شوال سنة
٣٥٤ هـ.
نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : آل محسن، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 31