نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : آل محسن، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 236
( ٧ )
ما هي الفرقة الناجية؟
تمهيد :
لقد جاءت الأحاديث الصحيحة المروية عن
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم منذرة
بافتراق الأمة إلى فِرَق كثيرة ، وتشعّبها إلى طوائف مختلفة ، كلها في النار إلا
واحدة.
وقد وقع ما أخبر به الصادق الأمين صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فافترقت هذه الأمة إلى فِرَق كثيرة
يكفِّر بعضها بعضاً ، ويستحل بعضها دم بعض.
وصارت كل فرقة تدَّعي أنها هي الفرقة
المُحِقَّة ، وأن أتْبَاعها هم الناجون دون غيرهم من طوائف الأمة ، وغدت كل طائفة
تنافح في إثبات ذلك بكل ما أُوتيت من جهد وقوة ، فاختُلقَت الأحاديث الكثيرة التي
تنتصر بها كل فرقة على غيرها من الفِرَق ، وأُلِّفَت كثير من الكتب المملوءة
بالأحاديث الموضوعة المكذوبة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وصارت كل فرقة تحتج على غيرها بأقوال تنسبها للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، فزادت الفتنة ، وعظمت المحنة ، وخفي الحق ، وانتشر الباطل ، وصار الناس في ظلمة
عمياء ، إذا أخرج المرء فيها يده لم يكد يراها.
إلا أن الحق لا تختفي أنواره ، ولا
تندثر آثاره ، فأعلامه لائحه ، ودلائله واضحة ، فإن الآيات القرآنية والأحاديث
النبوية الصحيحة تصدح بالحق وتصدع بالهدى ، إلا أن مبتغي الحق يلزمه ألا يتعصّب
للمخلوقين ، وأن يجانب هواه ، وأن يفر من عبادة السادة والكبراء ، وينأى عن تقليد
الأجداد والآباء.
نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : آل محسن، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 236