والفتاوى الغريبة عندهم كثيرة جداً ، إلا
أنا نذكر اليسير ، ومن أراد المزيد فلينظر في أقوالهم ، وليتتبَّع فتاواهم فسيجد
الكثير.
وهي عدة طوائف :
١ ـ بعض فتاوى أبي
حنيفة :
١ ـ صلاة أبي حنيفة : قال ابن خلكان في
وفيات الأعيان : ذكر إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك الجويني في كتابه الذي
سمَّاه ( مغيث الخَلْق في اختيار الأحق ) أن السلطان محمود [ بن سبكتكين ] كان على
مذهب أبي حنيفة رضياللهعنه
، وكان مولعاً بعلم الحديث ، وكانوا يسمعون الحديث من الشيوخ بين يديه وهو يسمع ، وكان
يستفسر الأحاديث ، فوجد أكثرها موافقاً لمذهب الشافعي رضياللهعنه ، فوقع في خلده حكة ، فجمع الفقهاء من
الفريقين في مرْو ، والتمس منهم الكلام في ترجيح أحد المذهبين على الآخر ، فوقع
الاتفاق على أن يُصلّوا بين يديه ركعتين على مذهب الإمام الشافعي رضياللهعنه ، وعلى مذهب أبي حنيفة رضياللهعنه ، لينظر فيه السلطان ويتفكر ويختار ما
هو أحسنهما ، فصلّى القفال المروزي بطهارة مسبغة وشرائط معتبرة من الطهارة والسترة
واستقبال القبلة ، وأتى بالأركان والهيئات والسنن والآداب والفرائض على وجه الكمال
والتمام ، وقال : هذه صلاة لا يجوِّز الإمام الشافعي رضياللهعنه
دونها ، ثم صلَّى ركعتين على ما يجوِّز أبو حنيفة رضياللهعنه
، فلبس جلد كلب مدبوغاً ، ولطَّخ ربعه بالنجاسة ، وتوضّأ بنبيذ التمر ، وكان في
صميم الصيف في المفازة ، واجتمع عليه الذباب والبعوض ، وكان وضوؤه منكساً منعكساً
، ثم استقبل القبلة ، وأحرم للصلاة من غير نيَّة في الوضوء ، وكبَّر بالفارسية : دو
برك سبز [٢]
، ثم