نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : آل محسن، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 17
عليها ، وهذا له
نظائر كثيرة في الأصول والفروع لا تخفى [١].
وأما حديث الخلفاء الاثني عشر فهو بيان
لعدد أئمة الهدى وخلفاء الحق وسادة الخلق المنصوبين من الله سبحانه ، الذين لا
يضرهم من ناواهم ، ويكون الإسلام بهم عزيزاً ، وبذلك يتّضح ألا منافاة بين
الحديثين بهذين المعنيين.
٢ ـ إن أكثر مَن ذكرهم لم يجتمع عليه
الناس ، فإن عثمان وإن تمَّت له البيعة واجتماع الناس في أول خلافته ، إلا أن
الأمور انتقضت عليه بعد ذلك حتى قتله الناس ، وأما علي بن أبي طالب عليهالسلام فلم يجتمع عليه الناس من أول يوم في خلافته
، وذلك لأن أهل الشام لم يبايعوه ، وهم كثيرون ، وخرج عليه طلحة والزبير وعائشة ، فحاربهم
في البصرة ، ثم خرج عليه الخوارج فحاربهم في النهروان ... وكل ذلك كان في أقل من
خمس سنين.
قال ابن أبي العز الحنفي في شرح العقيدة
الطحاوية : علي رضياللهعنه
... لم يجتمع الناس في زمانه ، بل كانوا مختلفين ، لم ينتظم فيه خلافة النبوة ولا
الملك [٢].
فعلى ذلك لا يكون علي عليهالسلام من هؤلاء الخلفاء عندهم.
وأما يزيد بن معاوية فلم يبايعه الحسين
بن علي عليهالسلام وأهل بيته
حتى قُتلوا في كربلاء ، وخرج عليه أهل المدينة ، وأخرجوا منها عامله وسائر بني
أمية ، فوقعت بينهم وبينه وقعة الحرة ، وخرج عليه ابن الزبير في مكة واستولى عليها
... فأي اجتماع حصل له!؟
٣ ـ أن معاوية ومن جاء بعده من ملوك بني
أمية وغيرهم لم يجتمع عليهم الناس ، بل كانوا متغلِّبين على الأمَّة بالقوة والقهر
، ومن الواضح أن هناك فرقاً
[١] منها : أن وصف
الرسالة والنبوة لا يرتفع عن النبي والرسول بسبب عدم اتباع الناس له ، وصاحب المال
أو المتاع لا يحكم بصيرورة المال لغيره بمجرد عدم تمكنه من التصرف فيه ، وتمكن
غيره منه ، وهو واضح معلوم.