نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : آل محسن، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 157
الشطر الثاني فحسب ،
وهو تضييع الصلاة ، وجعلوا تضييعها تأخيرها عن وقتها ، ولأجل ذلك أدرج البخاري
هذين الحديثين في كتاب مواقيت الصلاة ، باب تضييع الصلاة عن وقتها.
قال ابن حجر : المراد أنه لا يعرف شيئاً
موجوداً من الطاعات معمولاً به على وجهه غير الصلاة ، وقوله : ( وهذه الصلاة قد
ضُيّعت ) قال المهلب : المراد بتضييعها تأخيرها عن وقتها المستحب لا أنهم أخرجوها
عن الوقت. كذا قال وتبعه جماعة.
ثم ردّه بأنه تضييع للصلاة عن وقتها
الواجب ، واستدل بالأحاديث المشهورة التي تدل على أن الوليد بن عبد الملك
والحجَّاج كانا يؤخّران الصلاة إلى أن يمضي وقتها [١].
إلا أن التأمل الصحيح في هذه الأحاديث
يقضي بأن يكون المراد هو أن أحكام الدين التي كانت في زمن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومنها الصلاة قد تبدّلت وحُرّفت ، بدليل
قوله : أو ليس أحْدَثتم في الصلاة ما أحدثتم؟ وتأخير الصلاة عن وقتها لا يسمَّى
إحداثاً فيها.
ثم إن بكاء أنس بالشام لا يكون إلا لأمر
عظيم جليل ، وهو تحريف أحكام الدين ، والعبث بشريعة سيد المرسلين ، وأما تأخير
الولاة أو الخلفاء للصلاة فإنه لا يستدعي منه كل ذلك ، لأنه كان يرى منهم الظلم
والفسق والفجور والمجون ، ولم يبكِ لشيء من ذلك ، فكيف يبكي لتأخير الصلاة عن
وقتها؟!
لفت نظر :
إن أكثر الأحاديث التي مرَّ ذكرها مروي
عن أنس بن مالك ، والقليل منها مروي عن أبي الدرداء ، ولعل السبب في ذلك هو أن أنس
بن مالك كان من أواخر الصحابة موتاً ، فهو قد عاش إلى سنة تسعين من الهجرة ، أو
ثلاث