نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : آل محسن، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 146
وذكر الذهبي في العِبَر أن الفقيه
الشافعي أبا حامد محمد بن محمد البروي الطوسي صاحب التعليقة المشهورة في الخِلاف
كان بارعاً في معرفة مذهب الأشعري ، قدم بغداد وشغب على الحنابلة ، وأثار الفتنة ،
ووعظ بالنظامية ، فأصبح ميتاً ، فيقال : إن الحنابلة أهدوا له مع امرأة صحن حلوى مسمومة.
وقيل : إن البروي قال : لو كان لي أمر لوضعت على الحنابلة الجزية [١].
ومِن
تعصّبهم : ما جرَّهم إلى فتاوى
غريبة وأحكام عجيبة.
فقد أفتى بعض الأحناف بعدم جواز تزويج
الحنفي بالشافعية ، باعتبار أن الشافعية تشك في إيمانها ، لأن الشافعي يقول : أنا
مؤمن إن شاء الله. إلا أن بعضهم قال : يجوز ذلك ، قياساً على الذمّية ، أي فكما
يجوز زواج الحنفي بالذمّية كذلك يجوز زواج الحنفي بالشافعية.
ومن
تعصبهم : ما أحدث الفتن فيما بينهم.
قال ابن الأثير في الكامل في حوادث سنة
٣٢٣ هـ في بغداد :
وفيها عظم أمر الحنابلة ، وقويت شوكتهم
، وصاروا يكسبون من دُور القُوَّاد والعامة ، وإن وجدوا نبيذاً أراقوه ، وإن وجدوا
مغنية ضربوها ، وكسروا آلة الغناء ، واعترضوا في البيع والشراء ، ومشْي الرجال مع
النساء والصبيان ، فإذا رأوا ذلك سألوه عن الذي معه من هو؟ [ فإذا ] أخبرهم ، وإلا
ضربوه وحملوه إلى صاحب الشرطة ، وشهدوا عليه بالفاحشة ، فأرهجوا بغداد ... وزاد
شرّهم وفتنتهم ، واستظهروا بالعميان الذين كانوا يأوون المساجد ، وكانوا إذا مرَّ
بهم شافعي المذهب أغروا به العميان ، فيضربونه بعِصِيّهم حتى يكاد يموت [٢].
ومن
تعصبهم : ما سبَّب إغلاق باب الاجتهاد عند أهل
السنة.
قال السيد سابق : وبالتقليد والتعصب
للمذاهب فقدت الأمة الهداية
[١] العبر في خبر من
غبر ٣ / ٥٢. شذرات الذهب ٤ / ٢٢٤.