نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : آل محسن، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 144
وقال الحسين بن علي الكرابيسي في الطعن
في أحمد : أيش نعمل بهذا الصبي؟ إن قلنا : ( مخلوق ) قال : بدعة. وإن قلنا : ( غير
مخلوق ) قال : بدعة [١].
* * * * *
ولعل أحمد بن حنبل هو الذي سَلِم
تقريباً من أن توجَّه إليه السهام والطعون كما وُجِّهت لغيره ، وذلك لأنه جعل جُل
عنايته في جمع الأحاديث ، فصنّف المسند الذي اشتمل على أكثر من خمسة وعشرين ألف
حديث ، ثم إنه حاول أن يفر من الفتوى [٢]
، ولم تُعرف له فتاوى شاذة كثيرة كما عُرفت لغيره ، ثم إن محنة خلق القرآن أكسبته
مكانة عظيمة عند الناس ، وفتواه بوجوب طاعة السلطان وحرمة الخروج عليه وإن كان
جائراً ، أعطته منزلة كبيرة عند الخلفاء والسلاطين.
تعصب أهل السنة لمذاهبهم :
إن المتتبِّع لما كتبه أهل السنة ـ
علماؤهم وغيرهم ـ يجد أن التعصب للمذاهب كان قوياً جداً ، ولم يسلم منه حتى مَن
كان يُتوقَّع منه التنزّه عنه لجلالته وعلمه ، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً ، ويمكن
أن نقول : إن التعصب قد وقع على أنحاء مختلفة :
منه
: ما نتج عنه رَد الأحاديث والآثار
النبوية ، والعمل بفتوى إمام المذهب ، وإن كان فيها مخالفة صريحة للنص الثابت.
وقال الفخر الرازي في تفسير قوله تعالى (اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله ) : قال شيخنا ومولانا خاتمة المحققين
والمجتهدين رضي الله
[٢] ذكر الخطيب في
تاريخ بغداد ٦ / ٦٦ أن رجلاً سأل أحمد بن حنبل عن مسألة في الحلال والحرام ، فقال
له أحمد : سل عافاك الله غيرنا. قال : إنما نريد جوابك يا أبا عبد الله. فقال : سل
عافاك الله غيرنا ، سل الفقهاء ، سل أبا ثور.
نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : آل محسن، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 144