عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
قال : يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل فلا يجدون أحداً أعلم من عالم المدينة [٢].
قالوا : المراد به مالك بن أنس.
وهذا الحديث وإن حسَّنه الترمذي ، إلا
أنه لا دلالة فيه على أن عالم المدينة هو مالك بن أنس ، لأن المدينة ضمَّت رجالاً
أفذاذاً قبل أحمد وفي زمانه وبعده ، وحسبك أن منهم : علي بن الحسين زين العابدين ،
وابنه الإمام محمد ابن علي الباقر ، وابنه الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهمالسلام ، وغيرهم من العلماء البارزين ، ومالك
لم يسبق هؤلاء ولا غيرهم في نسب ولا فضل ولا علم ولا غير ذلك ، بل نصَّ بعضهم على
أن غيره أفضل منه [٣]
، فكيف يتعيَّن أن يكون هو عالم المدينة.
[٣] ذكر الذهبي في
سير أعلام النبلاء ٨ / ١٥٦ عن الشافعي أنه قال : الليث أفقه من مالك ، ولكن الخطوة
لمالك رحمهالله. وعن
الشافعي : الليث أتبع للأثر من مالك. وفي تاريخ بغداد ٢ / ٢٩٨ عن أحمد بن حنبل قال
: كان أبن أبي ذئب ثقة صدوقاً ، أفضل من مالك بن أنس. وفي ٢ / ١٧٥ عن يحيى بن صالح
قال : محمد بن الحسن فيما يأخذه لنفسه أفقه من مالك. وفي ٩ / ١٦٤ عن علي بن المديني
قال : سألت يحيى بن سعيد قلت له : أيما أحب إليك ، رأي مالك أو رأي سفيان؟ قال : سفيان
لا يشك في هذا ... سفيان فوق مالك في كل شيء ، يعني في الحديث وفي الفقه وفي
الزهد. وفي ٢ / ٣٠٢ أن شامياً سأل الإمام أحمد : من أعلم ، مالك أو أبن أبي ذئب؟
فقال : أبن أبي ذئب في هذا أكبر من مالك ، وأبن أبي ذئب اصلح في دينه وأورع ورعاً
، وأقوم بالحق من مالك عند السلاطين.
نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : آل محسن، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 133