إنساناً في جميع الأعصار المحمودة الثلاثة ، نعوذ بالله من هذه المنزلة [١].
إلى غير ذلك مما يطول ذكره ، وفيما ذكرناه كفاية.
إن أئمة المذاهب الأربعة نهوا الناس عن تقليدهم واتّباعهم ، وقد نُقل ذلك عنهم ، وهو محفوظ من أقوالهم وكلماتهم :
قال ابن القيم في أعلام الموقعين : وقد نهى الأئمة الأربعة عن تقليدهم ، وذمّوا مَن أخذ أقوالهم بغير حُجّة [٢].
وقال ابن حزم : وقد ذكرنا أن مالكاً وأبا حنيفة والشافعي لم يُقلِّدوا ، ولا أجازوا لأحد أن يقلِّدهم ، ولا أن يقلِّد غيرهم [٣].
وقال أبو حنيفة : لا يحل لأحد أن يقول بقولنا حتى يعلم من أين قلناه [٤].
وقال : لا يحل لمن يفتي من كتبي أن يفتي حتى يعلم من أين قلت [٥].
وروى ابن حزم بسنده عن المازني ، عن الشافعي أنه نهى الناس عن تقليده وتقليد غيره [٦].
ونقل السيوطي عن الإمام أبي شامة أنه قال : نهى إمامنا الشافعي عن تقليده وتقليد غيره [٧]. وذكر المزني صاحب الشافعي ذلك في مقدمة مختصره [٨].
[١] الرد على من أخلد إلى الارض ، ص ١٣٢.
[٢] أعلام الموقعين ٢ / ٢٠٠.
[٣] الإحكام في اصول الأحكام ٦ / ٣١٤.
[٤] أعلام الموقعين ٢ / ٢٠٠.
[٥] الانتقاء ، ص ١٤٥.
[٦] الإحكام في أصول الأحكام ٦ / ١٧٤.
[٧] الرد على من أخلد الى الارض ، ص ١٤١.
[٨] مختصر المزني ، ص ١. ونقل ذلك عنه السيوطي في المصدر السابق ، ص ١٤٢.