نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : آل محسن، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 119
نشأة المذاهب الأربعة :
كان الناس في زمن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يلجأون في معرفة أمور دينهم إليه صلىاللهعليهوآلهوسلم وإلى مَن جعلهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من قِبله كأمراء أو رُسُل إلى البلاد
الأخرى ، وبقي الحال على ذلك إلى أن قُبِض النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وأما بعد زمانه صلىاللهعليهوآلهوسلم فكان الناس يسألون الخلفاء خاصة
والصحابة عامة لمَّا تفرَّقوا في سائر البلدان ، لأنهم كانوا أقرب الناس إلى رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأعرفهم
بأحكام دينه.
ولما جاء عصر التابعين وتابعي التابعين
انقسم العلماء إلى قسمين : أهل الحديث ، وأهل الفتوى. وكثر المفتون في المدينة
ومكة والشام ومصر والكوفة وبغداد وغيرها من بلاد الإسلام ، فكان العامة يسألون مَن
يظهر لهم علمه ومعرفته ، دون أن يتمذهبوا بقول واحد بعينه.
إلا أن المهاترات التي وقعت بين أهل
الحديث وأهل الفتوى وبالأخص أهل الرأي منهم من جهة ، مضافاً إلى تقريب الخلفاء
لبعض العلماء دون البعض الآخر من جهة أخرى ، وَلَّد روح التعصّب عند الناس لبعض
الفقهاء ، والحرص على الالتزام بآرائه الفقهية وطرح آراء غيره.
ولما ظهر أبو حنيفة كفقيه له آراؤه
الفقهية ، استطاع أن يستقطب له تلاميذ صار لهم الدور الكبير بعد ذلك في نشر تلك
الآراء ، ولا سيما القاضي أبو يوسف [١]
الذي نال الحظوة عند الخلفاء العباسيين ، فتولى منصب القضاء
[١] هو يعقوب بن
إبراهيم الأنصاري ، ولد في الكوفة سنة ١١٣ هـ ، ونشأ فيها ، وكان فقيراً معدما ً ،
اتصل بأبي حنيفة وتتلمذ على يديه ، وفأولاه أبو حنيفة عناية خاصة ، فكان ينفق عليه
وعلى عياله ، إلى أن مات أبو حنيفة سنة ١٥٠ هـ ، فأستقل برئاسة المذهب ، وتولى
القضاء ، وحظي بمكانة عظيمة عند هارون الرشيد ، وهو أول من لقب بقاضي القضاة ، ونشر
مذهب أبي حنيفة في الآفاق ، توفي سنة ١٨٢ هـ ، وعمره ٦٩ سنة.
نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : آل محسن، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 119