نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : آل محسن، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 117
وإذا عطفوا الآل على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في الصلاة ، فإنهم يعطفون عليهم الصحب
، مع أن أخبارهم لم تدل على ذلك أصلاً ، وما ذلك إلا لصرف الفضل عن آل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وتشريك غيرهم معهم.
ومثل هذا كثير يعرفه المتتبع ، ويطول
شرحه لو أردنا استقصاءه.
ولو سلّمنا أن أهل السنة يحبون أهل
البيت فالحب شيء والاتباع شيء آخر ، والأحاديث السابقة دلّت على لزوم الاتباع
لتحصل النجاة ، وأما المحبة المجردة فلا تكفي ، فإن حديث الثقلين قيَّد النجاة من
الضلال بالتمسك بهم ، والمحبة المجردة لا تستلزم التمسك بهم والاتباع لهم.
وأما حديث سفينة نوح فإن من ركبها نجا ،
وأما من أحبّها وهو بعيد عنها فهو من الهالكين لا محالة.
والحاصل أن أهل السنة لم يركبوا سفينة
أهل البيت عليهمالسلام حتماً ، إلا
أنهم لمَّا اتّبعوا نجوم الصحابة وتلك النجوم مختلفة ، بعضها في اليمين وبعضها في
الشمال ، إذا أظلم عليهم الليل كيف يسيرون ، وإذا تشعّبت المسالك فأي السبل يسلكون؟
وأين يذهبون؟ وبمَ يستضيئون؟ وأي سفينة يركبون؟
ونتيجة البحث :
أن الأحاديث الثابتة الصحيحة التي رواها
أهل السنة في كتبهم وصحَّحوها دلَّت بأتم وأوضح دلالة على أن مَن لم يتمسّك بأهل
البيت عليهمالسلام فهو من
الهالكين ، إلا أن أهل السنة هداهم الله قد انصرفوا عن أهل البيت عليهمالسلام ، الذين أُمِروا باتّباعهم ، واتّبعوا
غيرهم ، فبِمَ يعتذرون عن ميلهم عن أهل البيت عليهمالسلام؟
وبمَ يحتجّون على تمسّكهم بمذاهبهم التي لم يرد في جواز اتباعها نص؟