نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : آل محسن، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 115
صلىاللهعليهوآلهوسلم
، كيف لا وفيهم العترة النبوية الطاهرة التي أُمِرْنا باتباعها ، فرجعنا بالنتيجة
إلى اتباع العترة النبوية دون غيرهم من الناس.
ثم قال ابن حزم : وأيضاً فإن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا أمر باتباع سُنَّة الخلفاء
الراشدين لا يخلو ضرورة من أحد وجهين : إما أن يكون صلىاللهعليهوآلهوسلم
أباح أن يسنُّوا سُنَنَاً غير سُنَنه ، فهذا لا يقوله مسلم ، ومَن أجاز هذا فقد
كفر وارتدَّ ، وحَلَّ دمه وماله ، لأن الدين كله إما واجب أو غير واجب ، إما حرام
وإما حلال ، لا قسم في الديانة غير هذه الأقسام أصلاً ، فمَن أباح أن يكون للخلفاء
الراشدين سُنَّة لم يسُنّها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
فقد أباح أن يُحرِّموا شيئاً كان حلالاً على عهده صلىاللهعليهوآلهوسلم
إلى أن مات ، أو أن يُحلُّوا شيئاً حرَّمه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، أو أن يوجِبوا فريضة لم يوجبها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، أو أن يُسقِطوا فريضة فرضها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، ولم يسقطها إلى أن مات ، وكل هذه الوجوه مَن جوَّز منها شيئاً فهو كافر مشرك
بإجماع الأمة كلها بلا خلاف ...
وإما أن يكون أمر باتباعهم في اقتدائهم
بسُنَّته صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فهكذا
نقول ، ليس يحتمل هذا الحديث وجهاً غير هذا أصلاً [١].
أقول
: هذا كله إذا كان المراد بالخلفاء
الراشدين هم الأربعة ، ومع التسليم بصحة الحديث فلا مناص من حمله على أن المراد
بالخلفاء فيه هم الاثنا عشر ، ليحصل الالتئام والاتفاق بين كل الأحاديث : حديث
الخلفاء الاثنا عشر ، وحديث الثقلين والتمسك بالعترة ، وهذا الحديث.
وبمجموع ما قلناه وما نقلناه يتّضح أنه
لا دليل على صحّة اتباع أحد من صحابة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
غير العترة ، لا الخلفاء ولا غيرهم.
شبهة أخرى وجوابها :
قال فخر الدين الرازي : نحن معاشر أهل
السنة بحمد الله ركبنا سفينة