ويبدي كل منهم رأيه ، ثم يقول أبو جهل ـ
وأبو جهل من بني مخزوم ـ : « تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف ، أطعموا فأطعمنا ،
وحملوا فحملنا ، وأعطوا فأعطينا ، حتى إذا تجاثينا على الركب وكنّا كفرسي رهان ،
قالوا : منّا نبي يأتيه الوحي من السماء ، فمتى ندرك هذه؟! » [١].
إذن الحسد الذي أخرج إبليس من الجنّة ..
الحسد الرهيب .. هذه الشجرة الملعونة ، عندما يشير الحقّ إلى الشجرة الملعونة
لأنّها شجرة إبليس .. نطق أبو جهل بما نطق به إبليس : (أنَا خَيرٌ مِنهُ خَلَقتَني مِنْ نَار
وَخَلَقتَهُ مِنْ طِين)[٢].
بدأت قريش ترسم مسارها مع الدعوة
الإسلامية على محورين :
المحور الأول : إمّا أن تستطيع قتل رسول
الله وإطفاء الشعلة في أولها.
المحور الثاني : أو تحتال فتخترق الصف
الإسلامي وتهدم الدعوة من داخلها ، وهذا هو موقف قريش من أول يوم ، وقد أخبر الوحي
الصادق عن مكرها الأول : (وَإذْ
يَمكُرُ بِكَ الَّذينَ كَفَروا