فالحداثة
المعاصرة كالانترنت وما شابه ذلك أبعدت الإنسان عن الله ، فكيف نعترض على ذلك؟
( ج ) : هذه إشكالية بديعة تفتح أبواب
المحاضرة من جديد ، جزاك الله خيراً يا ولدي.
كما قدّمت في تلاوة سورة الشورى قلت أنّ
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم جُمِعَ فيه
هدى كل النبيين ثم جُمع له علم ما بعده إلى يوم القيامة ، وهو لا يبث من العلم
إلاّ ما يناسب مرحلة وجوده على الأرض ، يعني الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
وكل إمام على علم بحقائق الأشياء ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، ولكن غير
مأذون بأن يبث من هذا العلم إلاّ ما يناسب حال الناس وتصديقاً لقوله تعالى : (عِبَادٌ مُكْرَمونَ * لاَ يَسبِقُونَهُ
بِالقَولِ وَهُمْ بِأمرِهِ يَعمَلُونَ)[١] ، يعني رغم العلم الكامل لكنّهم
يتصرّفون في ما لديهم من علوم بما يناسب حال العصر الذي يعيشون فيه. تتقدّم
الإنسانية والإمام القائم ( صلوات الله عليه ) معجزته الكبرى ـ اجيب على الشبهة
الوسطى ـ إنّ التقدّم المادي والحضاري رغم أنّه قد يكون فيه سواقط أخلاقية ، لكنّه
ليس شرّاً كلّه ، بل هو نعمة إذا شُكرت ، فهو يفتح على الناس عبادة لم تكن مفتوحة
قبل ذلك ، كيف؟
أجيبك يا أخي : ها أنا ذا العبد الفقير
أتحدث الآن وأنت تأتي