وأنا عشت في السعودية ، وكنت في عمل هام
وحساس جداً ، وكنت مستشاراً لقضايا خطيرة ، وكنت أحقق مع شيوخ القبائل في البادية
، فكانوا يكبّرون .. كبّر كبّر كبّر .. من دون أن يكون هناك بحث عن المحتوى ، وكنت
أقول عندما أراهم يفعلون ذلك : أنّه ما جنى عليكم سوى كبّر كبّر كبّر.
فهم شقّ عليهم : ما بال رسول الله يحمل
هذا الفتى على مشيخة قريش؟!
وفي سورة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم بيان على أن نوعاً من المرتدين ارتد عن
بعض الأمر ـ الذي هو الإسلام ـ ظنّاً منه أن هذا لا يخرجه من الإسلام! فقد ارتدّ
عن بعض الأمر رغم أنّه كان يعرف الحقّ ومن السابقين ، يقول : (إنَّ الَّذينَ ارتَدّوا عَلَى أدبَارِهِمْ مِن
بَعدِ مَا تَبيَّنَ لَهُمُ الهُدَى).
قِفْ عند هذا النص ، هؤلاء أناس مرتدون
وليس حديثيعهد ، (تَبَيَّنَ
لَهُمُ الهُدَى) ، إذن لماذا ارتدّوا؟ ، (الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأمْلى لَهُمْ) ، إستغلّ
فيهم أي شيء؟ وما هي مصيدة الشيطان التي صادهم بها؟ (ذَلِكَ
بأنَّهُمْ قَالُوا لِلّذينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكم فِي بَعضِ
الأمرِ)[١] ، ثم قالوا
لكفّار مكّة ، أبو عبيدة وعمر وغيرهم ، لأنّ كفار مكّة كانوا يقولون : أتتبعون
الهاشمي وتصبح ال ـ ٢٤ بطناً