طالب ، وهذا واضح
جداً ، يعني الآيات واضحة لمن كان له قلب ، ولذلك يسّر الله القرآن (وَلَقَد يَسَّرنَا القُرآنَ لِلذِّكرِ فَهلْ
مِن مُدَّكِر)[١]
، لأن المدّكر هو المعتبر الذي يريد أن يقرأ ويتدبر ، بينما الذي يريد أن يتمحل
الأعذار لن يجد أي دلالة!
يا ولدي ، أكثر من أن ينزل قوله تعالى :
(يَا أيُّها الرَّسُولُ
بَلِّغ مَا أُنزلَ إلَيكَ مِن رَبِّكَ وَإنْ لَمْ تَفعَلْ فَمَا بَلَّغتَ
رِسَالَتَهُ واللهُ يَعصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)[٢] ، إرجع إلى كتب التفسير عند السنة ،
وتحديداً إلى فتح القدير للشوكاني في تفسير الآية ٦٧ من سورة المائدة واقرأ ما
يورده من الروايات التي لا توجد حتى في مصادر الشيعة ، حيث يورد بسنده عن ابن
مسعود قال : « كنّا نقرأ على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: (يَا أيُّها الرَّسُولُ
بَلِّغ مَا أُنزِلَ إلَيكَ مِنْ رَبِّكَ) أنّ علياً
مولى المؤمنين (وَإنْ لَم
تَفعَلْ فَمَا بَلَّغتَ رِسَالَتَهُ)[٣].
يعني هم كانوا يعلمون أن المعني بالبلاغ
ولاية أمير المؤمنين ولكنهم (جَحَدُوا
بِهَا وَاستَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوَّاً )[٤].
[٣] فتح القدير : ٢ /
٦٠ ، واعلم أنّ الاضافات في هذه الآية تحمل على التأويل ، لا على التحريف ،
بالأخصّ إذا علمنا أن جبرئيل عليهالسلام
لمّا كان ينزل بالآيات القرآنية ، كان في بعض الأحيان يقرئها بالتأويل ، فكثير من
الروايات أمثال هذه محمولة على أنّها نزلت مع التأويل.