responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عجالة المعرفة في اصول الدين نویسنده : الراوندي، الشيخ ظهير الدين    جلد : 1  صفحه : 34

والطريقُ إلى ذلك الكمالِ لا يَخْلُو : إمّا أنْ يَفْعَلَهُ هُوَ ، [ أ ] وْ أنْ يُعَلِّمنا الطريقَ إليه :

وما يَفْعَلُه هُوَ ، لا يَخْلُو :

إمّا أنْ يَفْعَلَهُ ـ أوّلاً ـ لا مِنْ شَيءٍ ، ويُسمّى ذلكَ الفِعْلُ مُخْتَرعاً.

أو يَخلقُ شَيْئاً من شَيءٍ ، وهُو المُتولِّدُ.

والمُخْتَرَعُ يكونُ مَبْدَأ المُتَوَلّدُ ، لأنّهُ لا بُدّ وأنْ يَبتدِئ أوّلاً ، ثمّ يَخلُقَ منه شيئاً.

فقد عَرفْتَ ـ حيئنذٍ ـ أنّ الملائكةَ ملأٌ خَلَقَهم اللهُ ـ تعالى ـ لا عن شيءٍ ، لمّا عَلِمَ أنّ كُنْهَ قُدرةِ البَشَرِ لا يبلُغُ أدنى أثر ؛ جعلَ الملائكةِ واسطةَ المتولّداتِ ، وهُم الذينَ ذَكَرَهُمُ اللهُ في كتابِهِ : من حَمَلة عَرشِهِ وسُكّانِ سماواتِهِ والذارياتِ والمُرْسلاتِ و غيرهم ، ممّن لا يَعْلمهُمْ إلا اللهُ ـ تعالى ـ كما قال : ( ... وما يَعْلمُ جُنُودَ رَبِّكَ إلا هُوَ ... ) [ الآية ( ٣١ ) من سوره المدثر ( ٧٤ ) ].

والمقصودُ من هذا : أنَّ العَبْدَ لا يَصِلُ إلى كمالهِ ونجاتهِ إلا :

إمّا بفعله ، كخلقه.

[ أ ]وْ بَعْثَ الملائكِةِ إلى ما يحتاجُ إليه ، وإعلامِهِ بأنّ كماله فيما هو ؟

وهو الكلام في النُبوّات.

* * *

نام کتاب : عجالة المعرفة في اصول الدين نویسنده : الراوندي، الشيخ ظهير الدين    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست