لمّا ثَبَتَ أنّ المتغيّرَ مُحتاجٌ ، والعالَم
ـ بجميع أجزائه وتركيبه ـ مُتغيّر فهو مُحتاجٌ ، والمحتاجُ لا بُدّ له من مُحتاجٍ
إليه ، وهو صانعه.
مسألَةٌ [ في غناه ،
ووجوبه ، وقدرته ] :
ولمّا ثَبَتَ هذا ، فلا بُدَّ أنْ يكون
هو غنيّاً من كلّ وَجهٍ :
إذْ بَيَّنّا أنَّ الحاجة عِلّةٌ لإثبات
المحتاج إليه ، فَهُوَ ـ بذاته ـ مُستَغْنٍ كلّ شيءٍ ، فيكون واجبَ الوجودِ بذاتهِ
، وكلُّ شيءٍ سواه يحتاج اليه.
وإذا كان مُؤثّراً ؛ فلا بُدَّ أنْ يكونَ
وَجْهٍ يَصِحُّ أنْ يفعلَ ، ويَصِحُّ أنْ لا يفعلَ ، وهذا معنى كونه قادراً.
مسألة [ في علمه ] :
ولمّا ميَّزَ بين أجزاءِ الأفعالِ ، وقَصَدَ
بَعْضَها دُون بَعْضٍ ، ورَكَّبَها على وَجْهٍ تَصْلُحُ للنَفْعِ ، واستَمَرَّ ذلك
منه ؛ دَلَّ على كَوْنِهِ عالِماً.