نام کتاب : شبهة الغلو عند الشيعة نویسنده : عبدالرسول الغفار جلد : 1 صفحه : 255
الأدلة العقلية في
نفي السهو
لقد أجملنا الحديث في الأدلة النقلية كي
لا نخرج عن الإطار الذي رسمناه للبحث ، وإكمالاً للفائدة ، نذكر بعض الأدلة
العقلية في نفي السهو عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
ورد أقوال المجوزين :
أولاً : إن الأنبياء الذين اختارهم الله
سبحانه دعاة ومبلغين لرسالاته ، وسفراء إلى خلقه ، وأمناء على وحيه ، إنهم في
الذروة العليا من الكمال والإخلاص والطهارة وقد اختارهم سبحانه بعدما توفرت الشروط
اللازمة فيهم ، فلا يشك أحد في كونهم أفضل المخلوقين وأنهم الصفوة الطاهرة ، ولا
يصل إلى مرتبتهم في الفضل والكمال سائر البشر. فمن لوازم النبوة العصمة في
الأنبياء وخلوصهم من كل عيب أو نقص منفر ؛ والسهو أو النسيان عيب أو نقص عن الكمال
، وهذا مختص بالإنسان العادي ، أما الأنبياء فيستحيل عليهم السهو والنسيان لأنه
قدح بكمالهم وانتقاصاً لفضلهم.
والسهو قد يكون من فعل الساهي ، كما قد
يكون من فعل غيره ، ولما كان مختص بمن يعتريه ، إذا يمكن التحرز منه.
ولما عرفت أن السهو والنسيان عيب ونقص
لهذا حرص الناس أن لا يودعوا أموالهم وأسرارهم عند من عرف بالسهو والنسيان ، كما
أن الفقهاء وأهل النظر يطرحون ما يرويه ذوو السهو من الحديث والأخبار ، إلا أن
يشركهم فيه غيرهم من ذوي الفطنة والذكاء.
ثم لو جاز على النبي أن يسهو في صلاته ،
لجاز عليه أن يسهو في
نام کتاب : شبهة الغلو عند الشيعة نویسنده : عبدالرسول الغفار جلد : 1 صفحه : 255