نام کتاب : رسالة في الاحاديث المقلوبة في مناقب الصحابة نویسنده : الحسيني الميلاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 46
سيأتي قريباً بعد
باب ـ فلا يكون له خوخة إلى المسجد.
وهذا الاستناد ضعيف ، لأنه لا يلزم من
كون منزله كان بالسنح أن لا يكون له دار مجاورة للمسجد ، ومنزله الذي كان بالسنح
هو منزل أصهاره من الأنصار وقد كان له إذ ذاك زوجة أخرى ـ وهي أسماء بنت عميس ـ
بالاتفاق ، وأمّ رومان على القول بأنها كانت باقية.
وقد تعقّب المحبّ الطبري كلام ابن حبّان
فقال : وقد ذكر عمر بن شبة في أخبار المدينة : أن دار أبي بكر التي أذن له في
إبقاء الخوخة منها إلى المسجد كانت ملاصقة للمسجد ، ولم تزل بيد أبي بكر حتى احتاج
إلى شيء يعطيه لبعض من وفد عليه فباعها ... » [١].
وقال العيني ـ بعد الحديث في كتاب
الصلاة ـ : « ذكر ما يستفاد منه من الفوائد :
الأولى : ما قاله الخطابي وهو : أن أمره
صلى الله عليه [وآله] وسلم بسدّ الأبواب غير الباب الشارع إلى المسجد إلاّ باب أبي
بكر يدلّ على اختصاص شديد لأبي بكر وإكرام له ، لأنهما كانا لا يفترقان.
الثانية : فيه دلالة على أنه قد أفرده
في ذلك بأمر لا يشارك فيه ، فأولى ما يصرف إليه التأويل فيه أمر الخلافة. وقد أكثر
الدلالة عليها بأمره إياه بالإمامة في الصلاة التي بني لها المسجد.
قال الخطاب : لا أعلم أن إثبات القياس
أقوى من إجماع الصحابة على استخلاف أبي بكر مستدلّين في ذلك باستخلافه إياه في
أعظم أمور الدين وهو الصلاة ، فقاسوا عليها سائر الأمور ، ولأنه صلى الله عليه
[وآله] وسلم كان يخرج من باب بيته وهو في المسجد للصلاة ، فلما غلّق الأبواب إلاّ
باب أبي بكر دلّ على أنه يخرج منه للصلاة ، فكأنه أمر بذلك على أن من بعده يفعل
ذلك هكذا » [٢].