وأمّا الفقرتان الاخريان فلا نتعرّض
لهما إلاّ من ناحية المدلول والمفاد لئلاّ يطول بنا المقام ... وإن ذكراً في فضائل
الرجلين ، وربّما استدلّ بهما بعضهم في مقابلة بعض فضائل أمير المؤمنين عليه
الصلاة والسلام ... فنقول :
تخلف عن بيعة أبي بكر [١] وقال لعبد الرحمن بن عوف ـ حينما قال
للناس في قصة الشورى : أشيروا علي ـ « إن أردت أن لا يختلف المسلمون فبايع علياً »
[٢]. وقال ـ بعد
أن بويع عثمان ـ : « يا معشر قريش ، أمّا إذا صدفتم هذا الأمر عن أهل بيت نبييكم
هاهنا مرة هاهنا مرة ، فما أنا بآمن من أن ينزعه الله فيضعه في غيركم كما نزعتموه
من أهله ووضعتموه في غير أهله » [٣]
وكان مع علي عليهالسلام منذ اليوم
الأول حتى استشهد معه بصفين وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: « عمّار تقتله الفئة الباغية » [٤]
و « من عادى عماراً عاداه الله » [٥].
ثم لماذا أمر النبّي صلىاللهعليهوآله بالاهتداء بهدي عمّار والسير على سيرته؟
لأنه قال له من قبل : « ياعمّار ، إن رأيت علياً قد سلك وادياً وسلك الناس كلّهم
وادياً
[١] المختصر في
أخبار البشر ١ / ١٥٦ ، تتمّة المختصر ١ / ١٨٧.
[٢] تاريخ الطبري ٣
/ ٢٩٧ ، الكامل ٣ / ٣٧ العقد الفريد ٢ / ١٨٢.