قال صاعد بن أحمد الربعي : كان ابن حزم
أجمع أهل الأندلس كلهم لعلوم الإسلام وأشبعهم معرفة ، وله مع ذلك توسّع في علم
البيان ، وحظ من البلاغة ، ومعرفة بالسير والأنساب.
قال الحميدي : كان حافظاً للحديث ،
مستنبطاً للأحكام من الكتاب والسنة ، متفننا في علوم جمة ، عاملاً بعلمه ، ما
رأينا مثله فيما اجتمع له من الذكاء وسرعة الحفظ والتدّين وكرم النفس ، وكان له في
الأثر باع واسع.
قال مؤرخ الأندلس أبو مروان ابن حبّان :
كان ابن حزم حامل فنون من حديث وفقه ونسب وأدب ، مع المشاركة في أنواع التعاليم
القديمة ، وكان لا يخلو في فنونه من غلط ، لجرأته في السؤال على كل فن » [١].
وقد نصّ العلاّمة عبيدالله بن محمد
العبري الفرغاني الحنفي ـ المتوفى سنة ٧٤٣ هـ ـ على أنه حديث موضوع لا يجوز
الاستدلال به والاستناد إليه ، وهذا نص كلامه : « وقيل : إجماع الشيخين حجّة لقوله
صلى الله عليه [وآله] وسلّم : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر. فالرسول أمرنا
بالاقتداء بهما ، والأمر للوجوب وحينئذ يكون مخالفتهما حراماً. ولا نعني بحجّيّة
إجماعهما سوى ذلك.
الجواب : إن الحديث موضوع لما بينا في
شرح الطوالع » [٢].