واعلم أنّ الحديث الأوّل ـ الذي حكاه
المصنّف رحمهالله عن أحمد
وموفّق بن أحمد [٢]
ـ لم يتعرّض الفضل لجوابه غفلة أو تغافلا ، وقد حكاه غير المصنّف عن « المسند » ،
كصاحب « ينابيع المودّة » [٣]
، وابن حجر في « الصواعق » [٤]
، كما ستعرف.
وأنا لم أجده في « المسند » بعد التتبّع
، والظاهر أنّ أيدي التلاعب لعبت في إسقاطه!
ولعلّ الحديث الآخر كذلك [٥] ، ولا ريب أنّه من أدلّ الأمور على
إمامة أهل البيت عليهمالسلام
؛ إذ لا يكون المكلّف أمانا لأهل الأرض إلّا لكرامته على الله تعالى ، وامتيازه في
الطاعة والمزايا الفاضلة ، مع كونه معصوما ، فإنّ العاصي لا يأمن على نفسه ، فضلا
عن أن يكون أمانا لغيره ، ولا سيّما إذا كان عظيما ، فإنّ المعصية من العظيم أعظم
، والحجّة عليه ألزم.
فإذا كانوا أفضل الناس ومعصومين ، فقد
تعيّنت الإمامة لهم ، وهو دليل على بقائهم ما دامت الأرض ، كما هو مذهبنا.
وقد جعل الله تعالى هذه الكرامة العظيمة
لنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل أهل
بيته ،
[١] انظر كلامه قدسسره في مبحث حديث المنزلة ، في الصفحات ٨٣
ـ ٨٧ من هذا الجزء.