* السادس
: قوله تعالى : ( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ
وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )[١]
، فإنّه دالّ على كون الإمامة من عهد الله تعالى ، وعلى اعتبار عصمة الإمام حين
الإمامة وقبلها ؛ لأنّ كلّ عاص ظالم ، لقوله تعالى : ( وَمَنْ يَتَعَدَّ
حُدُودَ اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )[٢].
وروى السيوطي في « الدرّ المنثور »
بتفسير هذه الآية ، عن ابن إسحاق ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عبّاس ،
قال :
« معناها : إنّه كائن لا ينال عهده من
هو في رتبة ظالم ، ولا ينبغي أن يولّيه شيئا من أمره » [٣].
وروى أيضا ، عن وكيع ، وعبد بن حميد ،
وابن جرير ، عن مجاهد ، قال : « المعنى : لا أجعل إماما ظالما يقتدى به » [٤].
فإن
قلت : إنّما تدلّ الآية على العصمة حين
تولّي العهد ، وأمّا قبله ـ كما ادّعيتموه أيضا ـ فلا ؛ لأنّ الظالم مشتقّ ،
والمشتقّ حقيقة فيمن تلبّس بالمبدأ بالحال.
قلت
: المراد بالحال حال ثبوت مبدأ المشتقّ للذات وتلبّسها به ، والمبدأ هو الظلم لا
نيل العهد ، فيكون الظالم عبارة عن الذات في حين الظلم وإن كان زمانه ماضيا ، وهذا
لا دخل له بحال ثبوت العهد.
* السابع
: قوله تعالى : ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
وَأُولِي الْأَمْرِ