إنّ عامّة أخبارهم ـ التي نستدلّ بها
عليهم ـ حجّة عليهم ؛ لأمرين :
[ الأمر ] الأوّل :
إنّها إمّا صحيحة السند عندهم ، أو
متعدّدة الطرق بينهم ؛ والتعدّد يوجب الوثوق والاعتبار كما ستعرفه في طيّ مباحث
الكتاب.
الأمر الثاني :
إنّها ممّا يقطع ـ عادة ـ بصحّتها ؛
لأنّ كلّ رواية لهم في مناقب أهل البيت ومثالب أعدائهم ، محكومة بوثاقة رجال سندها
وصدقهم في تلك الرواية وإن لم يكونوا ثقات في أنفسهم!
ضرورة أنّ من جملة ما تعرف به وثاقة
الرجل وصدقه في روايته التي يرويها : عدم اغتراره بالجاه والمال ، وعدم مبالاته ـ في
سبيلها ـ بالخطر الواقع عليه ، فإنّ غير الصادق لا يتحمّل المضارّ بأنواعها لأجل
كذبة يكذبها لا يعود عليه فيها نفع ، ولا يجد في سبيلها إلّا الضرر!
ومن المعلوم أنّ من يروي في تلك العصور
السالفة فضيلة لأمير المؤمنين عليهالسلام
أو منقصة لأعدائه فقد غرّر بنفسه ، وجلب البلاء إليه ، كما هو واضح لكلّ ذي أذن
وعين.
ذكر الذهبي في « تذكرة الحفّاظ » بترجمة
الحافظ ابن السقّاء عبد الله