ويا عجبا من ابن معين! لم يرض بكتمانه
فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام
حتّى صار يقيم الحواجز دون روايتها!
وأعجب من ذلك قوله : « الذنب فيه لغيرك
» فإنّ رجال سند الحديث كلّهم من كبار علماء القوم وثقاتهم! [١].
وما أدري ما الذي أنكره من هذا الحديث؟!
وهو لم يدلّ إلّا على فضيلة مسلّمة مشهورة ، من أيسر فضائل أمير المؤمنين.
ولعلّه أنكر تمام الحديث ، وهو : « من أحبّك فقد أحبّني ،
ومن أبغضك فقد أبغضني ، وحبيبك حبيب الله ، وبغيضك بغيض الله ، والويل لمن أبغضك
[ بعدي ] »!
وذلك لأنّهم يجدون من أنفسهم بغض إمام
المتّقين ، ويعسوب الدين [٢]
، وهم يزعمون أنّهم لا يبغضون رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم!
[١] وهم : أحمد بن
الأزهر النيسابوري الحافظ ، عبد الرزّاق بن همّام بن نافع الحميري ، معمر بن راشد
الأزدي ، محمّد بن مسلم بن عبيد الله القرشي الزهري ، عبيد الله بن عبد الله بن
أبي ثور القرشي ، وعبد الله بن عبّاس بن عبد المطّلب القرشي الهاشمي ؛ ذكرهم جميعا
ابن حبّان في « الثقات » ، وورد تعديلهم في أمّهات المصادر الرجالية عندهم.
[٢] ورد وصف رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأمير
المؤمنين عليهالسلام بأنّه :
سيّد المسلمين ، وإمام المتّقين ، ويعسوب المؤمنين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، في
أحاديث كثيرة وبألفاظ مختلفة ؛ انظر :
المعجم الكبير ٦ / ٢٦٩ ح ٦١٨٤
، المعجم الصغير ٢ / ٨٨ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٤٨ ح ٤٦٦٨ ، حلية الأولياء ١
/ ٦٣ و ٦٦ ، تاريخ بغداد ١١ / ١١٣ وج ١٣ / ١٢٣ ، مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ لابن المغازلي ـ : ١٠٦ ح
٩٣ وص ١٣١ ح ١٤٦ و ١٤٧ ، مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ للخوارزمي ـ : ٨٥ ح ٧٥ وص ١١٣ ح ١٢٣ وص ٢٩٥ ح ٢٨٧ وص ٣٢٨ ح ٣٤٠ ، تاريخ
دمشق ٤٢ / ٤١ ـ ٤٣ ح ٨٣٦٨