نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : احمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 207
الحسن العسكري فوجىء
أركان الدولة العباسية الذين حضروا مراسم دفن الإمام بغلام لا يتجاوز عمره الخمس
سنوات يقول لعمه الذي تأهب ليصلي بالناس على الإمام صلاة الجنازة ، تأخر يا عم أنا
أولى بالصلاة على أبي!! كان الغلام والمهدي المنتظر ، وهو العميد الثاني عشر ،
فأُخذ العم من هول المفاجاة وتأخر ، وتقدم الإمام الغلام ليصلي بالناس على أبيه
صلاة الجنازة وعلمت الدولة العباسية أن هذا الغلام هو العميد والإمام من بعد أبيه
، وتساءلت متى ولد!! وقدرت أنه ربما كان المهدي المنتطر فهو من ذرية النبي ، وسليل
الأئمة العمداء ، وبدأت تستفيق من هول الصدمة ، وتتعجب كيف أنها لم تعرف بولادته!!
وأخذت أجهزتها السرية تخطط لمراقبة الإمام والقضاء عليه ، لأنها أيقنت أنه المهدي
المنتظر الذي عنته الأحاديث النبوية ، وأنه سر الإشاعة التي انتشرت بين الناس!!!
بعدما عرف أركان الدولة العباسية والخاصة والعامة من رعاياها أن للامام الحسن
العسكري ولد ، وأن اسمه محمد وأنه الإمام والعميد من بعد أبيه ، وأنه قد أمّ
الجميع بصلاة الجنازة على أبيه ، وبعد أن ربط الناس إشاعة المهدي الموعود المنتظر
بهذا الغلام ، وبعد أن صممت أجهزة الدولة العباسية على وضع الخطط والقضاء على هذا
الإمام الغلام اختفى بالكامل ، وعجزت الدولة العباسية بكل قوتها عن تحديد مكان
وجوده ، أو اثبات وفاته!! كأن الغلام الإمام قد تبخّر من الأرض!! وزاد من حيرة
الدولة العباسية وأجهزتها السرية ، أنها قد تيقنت بأن الإمام الغلام كان يمارس
مهام الإمامة على أوليائه ، فتجبى له الأموال ، ويوزعها على مستحقيها وينفقها على
مصارفها الشرعية ، وأنه كان يصدر الأوامر والتوجيهات لأتباعه بواسطة سفراء ، عجزت
الدولة العباسية عن معرفتهم أو معرفة أمكنة إقامتهم!! لقد كان الإمام الغلام
وسفراؤه شغلها الشاغل ، ولكنها لم تصل إلى نتيجة.
فيئست من العثور على الإمام الغلام ،
ويئست من العثور على سفرائه ومن معرفة وسائل اتصالهم بالإمام ، وانتشرت الشائعات
واستقر في أذهان العامة والخاصة من رعايا الدولة العباسية أن الإمام الغلام هو
المهدي المنتظر بالفعل ، وقد روا أنه هو وحده الذي سيخلصهم دون أن يضطروا لتقديم
أي تضحية!! بل سيأتيهم الخلاص والإنقاذ تماماً كما تعود المطر أن يأتيهم!!
نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : احمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 207