نام کتاب : المعاد يوم القيامة نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 101
وغربته ، إنّ القبر يقول كلّ يومٍ : أنا بيت
الغربة ، أنا بيت التراب ، أنا بيت الوحشة ، أنا بيت الدود والهوامّ ... »[١].
وهناك يستبدل الإنسان بظهر الأرض بطناً
، وبالأهل غربةً ، وبالنور ظلمةً ، وبسعة العيش ورفاهيته ضيق القبر ووحشته ،
فينقطع الأثر ، ويُمحى الذكر ، وتتغير الصور ، وتبلى الأجساد ، وتنقطع
الأوصال.
يقول أمير المؤمنين عليهالسلام : «
فكم أكلت الأرض من عزيز جسدٍ ، وأنيق لونٍ ، كان في الدنيا غذيَّ تَرَفٍ ،
وربيبَ شرفٍ ، يتعلّل بالسرور في ساعة حزنه ، ويفزع الى السلوة إن مصيبةٌ
نزلت به ، ضنّاً بغضارة عيشه ، وشحاحةً بلهوه ولعبه .. »[٢].
٢
ـ ضغطة القبر أو ضمّته
: ورد في الأخبار أنّ الميت يتعرّض إلى
ضغطة القبر ، أو ضمّة الأرض ، إلى الحدّ الذي تُفري لحمه ، وتطحن دماغه ،
وتذيب دهونه ، وتخلط أضلاعه ، وتكون بسبب النميمة وسوء الخلق مع الأهل ،
وكثرة الكلام ، والتهاون في أمر الطهارة ، وقلّما يسلم منها أحد ، إلّا من
استوفى شرط الإيمان ، وبلغ درجات الكمال.
قال أبو بصير : قلت لأبي عبدالله عليهالسلام : أيفلت من ضغطة
القبر أحد ؟ فقال : «
نعوذ بالله منها ، ما أقلّ من يفلت من ضغطة القبر ..! »[٣].
وتعرّض لضغطة القبر الصحابي الجليل سعد
بن معاذ رضياللهعنه (
ت ٥ ه ) حيث جاء في الروايات أنه لمّا حُمِل على سريره شيعته الملائكة ، وكان