إن الله سبحانه وتعالى وعد وعداً قاطعاً
صريحاً بظهور دينه على الدين كلّه ، لا يقصد بذلك دينه الذي بدأ به من أول مَن
أرسله رسولاً إلى خلقه وانتهى بمن أرسله رسولاً وسيداً على المرسلين وخاتم النبيين
، بل الدين الذي جاء به نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وعد الله سبحانه وعداً قاطعاً بأن يظهره على الدين كلّه.
وهذا الوعد جاء ضمن آيات ثلاث ، ومن
غريب الأمر أن آيتين منها متماثلتان ، ولا أقول متشابهتان ، بل متماثلتان تماماً
من أول حرف من الآية إلى آخر حرف منها ، وجاءتا في سورتين بينهما فاصل زمني وإن
كانت السورتان كلتاهما مدنيتين.
[١] سورة التوبة من
آخر ما نزل على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، ولم تنزل بعدها سورة سوى المائدة ، وهي آخر السور التي نزلت في عرفة في ذي الحجة
من السنة العاشرة من هجرته صلىاللهعليهوآلهوسلم
من المدينة المنورة ، وبعدها لم يعش إلاّ أقل من ثلاثة شهور ، إن أقربنا وفاته
بالثامن والعشرين من صفر ، أم أبعدنا الى الثاني عشر من ربيع الأول ، ولكن في تلك
السنة التي تلت الشهر الثاني عشر من السنة العاشرة وشهر ذي الحجة لم يعش بعدها.