الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة وأتم السلام على سيدنا ونبينا محمد
وآله الطيبين الطاهرين
١ ـ أصول الدين وفروعه كلٌّ موحد
تعارف العلماء القدماء على تقسيم الدين إلى : أصول وفروع ، وكثر التعبير في عصرنا بأن الدين يتكون من عقيدة وشريعة ، واستعمل بعضهم عبارة : النظرية والتطبيق...
ومن الواضح أنها تقسيماتٌ تقريبية ، من أجل التمييز بين المسائل التي تبين نظرة الاِسلام إلى الكون والحياة والاِنسان ، والمسائل التي تبين أحكام الشريعة الاِسلامية لتنظيم سلوك الاِنسان وحياته.
وإلا فلو نظرنا بعمق إلى الاِسلام لوجدنا أحكامه الشرعية عقائد يجب الاِيمان بها وعقد القلب عليها ، وعقائده أحكاماً شرعية أوحى بها الله تعالى وأوجب الاِعتقاد بها ، أو هدى إليها العقول وأمضاها.
إن الاِسلام كلٌّ موحدٌ مترابط ، وعقائده وشرائعه أركانٌ لحقيقة واحدة ، جعلها الله تعالى في أبعاد متعددة ، لاَنها تنزلت لبناء شخصية هذا الاِنسان ذات الاَبعاد المتعددة ، وبناء حياته ذات الاَبعاد المتعددة أيضاً.