إن قال قائل ما تأويل قوله تعالى : وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون.
... فأما ظن السائل دخول الاِرادة في محتمل اللفظ فباطل ، لاَن الاِذن لا يحتمل الاِرادة في اللغة ، ولو احتملها أيضاً لم يجب ما توهمه لاَنه إذا قال إن الاِيمان لا يقع إلا وأنا مريد له لم ينف أن يكون مريداً لما لم يقع ، وليس في صريح الكلام ولا دلالته شيء من ذلك.
وأما قوله تعالى : ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون ، فلم يعن بذلك الناقصي العقول ، وإنما أراد الذين لم يعقلوا ولم يعلموا ما وجب عليهم علمه من معرفة الله خالقهم ، والاِعتراف بنبوة رسله والاِنقياد إلى طاعتهم. ووصفهم تعالى بأنهم لا يعقلون تشبيهاً ، كما قال تعالى صمٌٌّ بكمٌ عميٌ ، وكما يصف أحدنا من لم يفطن لبعض الاَمور أو لم يعلم ما هو مأمور بعمله بالجنون وفقد العقل.
الهداية والاِضلال من الله تعالى لكن الاِضلال باستحقاق العبد
ـ الكافي ج ١ ص ١٦٢
محمد بن يحيى وغيره ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حكيم قال : قلت لاَبي عبدالله 7 : المعرفة من صنع من هي؟ قال : من صنع الله ، ليس للعباد فيها صنع.
ـ محمد بن أبي عبدالله ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن إسباط ، عن الحسين بن زيد ، عن درست بن أبي منصور ، عمن حدثه ، عن أبي عبدالله 7 قال : ستة أشياء ليس للعباد فيها صنع : المعرفة والجهل والرضا والغضب والنوم واليقظة.