نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنّة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 66
شخصية الإنسان في
الخارج في قرارها النهائي ، وكل هذه العوامل مرتبطة في ظواهرها مع عوامل اُخرى
كالوراثة والمحيط الاجتماعي التي تؤثر على تلك العوامل تأثيراً إيجابياً أو سلبياً
، وبالتالي تؤثر على تحديد شخصية الإنسان ، ولذا نرى الصحابة متفاوتين في شخصياتهم
، فمنهم من هو في قمة التكامل والسمو ، ومنهم من هو في مراتب أدون فأدون ، تبعاً
لتفاوت درجات الإيمان ودرجات الاُنس بالعقيدة والفكر ، ودرجات الارتباط بالقدوة
الصالحة المجسدة للعقيدة والشريعة في واقعها السلوكي ، والتفاعل مع المغريات
والمثيرات الخارجية إندفاعاً وإنكماشاً ، فبعض الصحابة الذين بقي إيمانهم متزعزاً
قد نكصوا على أعقابهم وارتدّوا عن الإسلام ، وبعضهم عاد إلى الإيمان بعد ردته
خوفاً أو طمعاً أو استسلاماً للأمر الواقع أو قناعة بصحة الرسالة ، وبعضهم لم
يقاوم جبهة التصدّع في شخصيته ، فاستسلم للاَهواء واستجاب للمغريات الخارجية كحب
الرئاسة وحب المال ، فانحرف عن الاستقامة في موقفه وسلوكه العملي ، ولذا جاءت
الروايات في مقام التحذير من الانحراف والنكوص والتردّد ، وجاء بعضها في مقام الذم
والتقريع لمواقف سلوكية اتّخذها بعض الصحابة في مراحل حياتهم.
من آثار الجاهلية :
في أحد الأيام قام أحد الكفّار بتذكير نفر
من الصحابة من الأوس والخزرج بقتلاهم في الجاهلية ، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا
فيه من الأشعار في يوم بعاث ، وهو اليوم الذي اقتتل فيه الأوس والخزرج ، فهاجتهم
تلك الأشعار وتنازعوا وتفاخروا ، وغضبوا جميعاً ، فخرجوا إلى الحرّة ومعهم السلاح
، وقبل بدء القتال خرج إليهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
فقال :
نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنّة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 66