والتأمل في الآية الشريفة الآنفة يكشف عن عدّة أمور مهمة ، منها أنّ القاعدين عن الجهاد بأموالهم وأنفسهم مع عدم وجود ما يمنعهم من عذر شرعي من نقص في الأعضاء أو فقر لا يتساوون مع المجاهدين ، لكنّ الله وعد كليهما الحسنى في الآخرة ، لكنّ الله سبحانه وتعالى فضّل المجاهدين على القاعدين من ناحية الأجر والثواب ، ووصفه بأنّه أجرٌ عظيم.
إنَّ المؤمن يذنب لكنه يستغفر الله ويتوب ، وهو أيضاً يحتاج إلى الشفاعة ، فقد سُئل الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام عن : المؤمن هل له شفاعة ؟ قال : « نعم » ، فقال رجل من القوم : هل يحتاج المؤمن إلى شفاعة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟ قال : « نعم ، إنّ للمؤمنين خطايا وذنوباً وما من أحدٍ إلاّ يحتاج إلى شفاعة محمد يومئذ » [٢].
ولا محل هنا بعدما تقدم للاعتراض : بأنّ المؤمنين لا يكونون مؤمنين حتى يتحركوا بنفس المستوى من الفعل عند اتحاد الداعي للفعل ، لأنّ هذا الاعتراض تغافل عن مقتضيات الطبيعة البشرية ، والله أعلم بعباده وقوله عزّ شأنه يوضح قانوناً من قوانين الخلقة وبعد هذا ... فالتفاوت بين البشر حقيقة ثابتة لا يمكن نكرانها وإن كان بين المؤمنين.