الدين المبين ، وفي
ذلك يقول سيدنا الأستاذ آية الله السيد عادل العلوي ما نصه :
« فغاية الخلق هو الرسول الاعظم محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم كما هو الصادر الأوّل ـ لقاعدة الأشرف
كما في الفلسفة ـ وقد ورد في الخبر الشريف ـ كما تقدم ذلك ـ أول ما خلق الله نور
محمد فهو العلة التامة بعد علة العلل وهو الله سبحانه [١].
ولولا عليّ لما خلقتك
أي يا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لولا أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
لما خلقتك ، وربما يظهر من هذا الكلام بعض التشويه لمن ليس له الباع الطويل لفهم
ودراية احاديث أهل البيت عليهمالسلام
، ولكن بأبسط تأمل وتدقيق في معاني هذا الكلام ينحل لنا هذا اللغز المحير ،
فالرواية المتقدمة في علة خلق الموجودات تبين ان لولاهم ما خلقتك يا آدم ، أي ان
الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والإمام علي
عليهالسلام مشتركين في
نفس الأمر لكون الإمام علي هو نفس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وكما عبرت عنه آية المباهلة « انفسنا » فلا يتوهم المتوهمين في عدم تأويل وبيان
هذا الأمر وتوجد نكته مهمة في هذا المقام متعلقة بأسرار البسملة ليست بقابلة
للتقرير والتحرير ، حيث قيل في هذا المقام ان الوجود ظهر من باء بسم الله الرحمن
الرحيم وكما ورد ذلك في الاحاديث المأثورة عن أهل بيت العصمة وقيل « بالباء ظهر
الوجود وبالنقطة تميز العابد عن المعبود ». وقال أمير المؤمنين ومولى الموحدين علي
عليهالسلام « والله !
لو شئت لأوقرت سبعين بعيراً من « شرح » باء بسم الله الرحمن الرحيم ». وقال ايضاً
« انا النقطة تحت الباء » لانه كنقطة بالنسبة إلى التعين الأوّل الذي هو النور
الحقيقي المحمدي لقوله ـ أي رسول الله محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم
ـ « أول ما خلق الله نوري المسمى بالرحيم » ولقوله « أنا وعلي من نور واحد » لأنّ
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كالباء وعلي
عليهالسلام كالنقطة
تحتها ، لأنّ الباء لا تعين إلا بالنقطة ، كما أن النبي لا يتكمل إلا بالولاية ،
ومن هنا كان لولا علي لما خلقتك يا رسول الله فأفهم تغنم والله الهادي إلى