نام کتاب : الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة نویسنده : الشيخ حرّ العاملي جلد : 1 صفحه : 66
جعفر وأبي عبدالله عليهماالسلام وكانت التقيّة شديدة ، فكتموا كتبهم
فلم ترو عنهم ، فلمّا ماتوا صارت الكتب إلينا [١]
، فقال : « حدّثوا بها فإنّها حقّ » [٢].
أقول
: والأحاديث في ذلك كثيرة جدّاً قد تجاوزت حدّ التواتر ، وقد نقل جماعة من عظماء
العلماء الإجماع على ذلك ، ويستفاد بالتتبّع والإستقراء أنّهم كانوا يكتبون ما
يسمعونه من أهل العصمة عليهمالسلام
بأمرهم ، ويعرضون كلّ ما يشكّون في صحّته من حديث أو كتاب عليهم ، وأنّهم جمعوا
أربعمائة كتاب سمّوها اُصولاً ، وأجمعوا على صحّتها ، فكانوا لا يعملون إلا بها ،
ولا يرجعون إلا إليها ، وذلك بأمر الأئمّة عليهمالسلام.
وإنّ الكتب الأربعة وأمثالها مأخوذة من
تلك الاُصول ، فكلّ حديث منها مجمع على ثبوته عن المعصوم ، وكلّ كتاب منها متواتر
عن مؤلّفه ، وتحقيق هذه المقدّمات يظهر لمن طالع كتاب « الفوائد المدنيّة
» وأمثاله.
وإذا عرفت ذلك ظهر لك أنّ أحاديث الرجعة
ثابتة عن أهل العصمة عليهمالسلام
، لوجودها في الكتب الأربعة وغيرها من الكتب المعتمدة ، وكثرة القرائن القطعية
الدالّة على صحّتها ، وثبوت رواتها [٣]
، وتحقيق ذلك في محلّ آخر ، على أنّها لا تحتاج إلى شيء من القرائن ؛ لكونها قد
بلغت حدّ التواتر ، بل تجاوزت ذلك الحدّ ، وكلّ حديث منها يفيد العلم مع القرائن
المشار إليها ، فكيف يبقى شكّ مع اجتماع الجميع؟!
الثانية عشرة : في ذكر
الكتب المعتمدة التي قد نقلت منها أدلّة الرجعة وأحاديثها ومقدّماتها ، ولم تحضرني
جميع الكتب التي تشتمل على الأحاديث
[١] قوله : « فلمّا
ماتوا صارت الكتب إلينا ) لم يرد في « ح ، ش ، ط ، ك ».